لا يفرق الوطن ولا المواطنون بين استشهاد الطفل المغدور جواد الداغر والجندي أول وليد الشيباني، فكلاهما كانا ضحية الإرهابيين الغادرين ببلدتهم ووطنهم في مسورة العوامية. كلاهما كانا يمكن أن يبقيا على قيد الحياة ويعيشا في ظل أسرتيهما ومجتمعهما آمنين مطمئنين، لولا أولئك الذين آذونا في أمننا وأماننا. وهم، حتما، بعد أن حُقنوا فكريا بأجندات وأهداف إيرانية، لم يعد لديهم سوى آلة القتل والترويع التي لا تفرق بين ضحاياها، أطفالا أم كبارا، مدنيين أم عسكريين. حين يتمادى «الضال» في ضلاله والغاوي في غوايته يصبح معتديا وقاتلا لكل ما يتحرك أمامه حتى لو كان غصن شجرة أو طفلا يتهادى راكضا إلى حضن أمه أو أبيه.
المصاب جلل في الشيباني أو جواد وفي كل مواطن أو جندي يذهب ضحية أو يصاب جراء خروج حفنة من المارقين المجرمين الذين لم يعد لهم من وظيفة سوى الإفساد في الأرض وإيذاء الناس في حياتهم وسلامتهم ومشاعرهم. لو أن أحدا من هؤلاء القتلة الإرهابيين جلس إلى والدة ووالد جواد فماذا سيقول لهما؟! أي سبب سيعطيه ليبرر اقتلاعه لزهرة حياتهما وأملها وحلاوتها؟! هل لديه في الأجندة الإيرانية التي يتأبطها ما يفسر لوالدين مكلومين، ويفسر للمجتمع ككل، معنى أن يحمل سلاحا يوجهه إلى صدر بريء لم يبلغ الابتدائية بعد؟! هل هذه هي القضية التي يحملها أو يدعيها كما يظن بعض «الساكتين» عن الحق، أو كما يروج بعض من غرتهم أماني وافتراءات وادعاءات سادة النظام الحاكم في طهران؟.
لا تستطيع أن تفهم هؤلاء المجرمين ولا تحاول حتى أن تفهمهم لأنهم يستعصون على الفهم. الإرهابيون، من أي ملة وجنس، يُفهمون على وجه واحد فقط، وهو أن دينهم القتل وعقيدتهم الحقد وكتابهم هو الدم الطافح من صدور الأطفال والأبرياء الآمنين في مدنهم وبلداتهم وقراهم. محاولة فهمهم على غير هذا الوجه هي محاولة للمراوغة أو محاولة للعب بأطراف النار، ولذلك أنا مصر على أن كل من لا يستنكر أفعالهم الآن هو إما جبان أو مؤيد لهم.