قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية: إنه اختار المملكة لوجهته الأولى بزيارة المنطقة لأنها قلب العالم الإسلامي وحامية الحرمين الشريفين.
وقال: هذه الزيارة تهدف لبناء علاقات وتشكيل شراكات جديدة مبنية على الثقة، وأضاف: إن بداية القمة العربية الإسلامية الأمريكية هي نهاية للتطرف وبداية للسلام في الشرق الأوسط.
وتابع قائلا: دول قليلة نجت من الإرهاب والدول العربية هي أكثر الدول تضررا من الأعمال الإرهابية وتأثرا من موجة العنف.
ترامب أكد إدانة إيران برعاية تنظيمات الإرهاب
وقال: على العالم أن يتّحد للسعي نحو حسم الإرهاب وهزم قوى التطرف، وأكد أن إيران تمول الأسلحة للإرهاب وتنشر الدمار والفوضى بالمنطقة، وهي من يؤجج للصراع الطائفي ومازالت تمول الميليشيات وتنشر الدمار في المنطقة. وأضاف: نتعامل مع حزب الله على أنه منظمة إرهابية، مشيراً إلى أن إيران ولعقود أججت الصراع الطائفي والإرهاب، ورأينا الجرائم التي وقعت في سوريا بدعم من إيران.
واستهل الرئيس الأمريكي كلمته بشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الصديق على ما أحيط به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة منذ لحظة وصوله، مبدياً تشرفه بزيارة المملكة.
وقال: أشكر الملك سلمان بن عبدالعزيز على كلماته الرائعة ومملكته العظيمة -المملكة العريبة السعودية- لاستضافتهم قمة اليوم وإنني أتشرف بهم في هذا البلد المضياف الرائع الذي طالما سمعت عن روعته وعن روعة مواطنيه، ولكن الكلمات لن تفيكم حقكم، ولن تفي حق هذا البلد الرائع العظيم، والضيافة التي لا مثيل لها التي شهدناها منذ لحظة وصولنا. واستذكر فخامته اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- والرئيس الأمريكي روزفلت، ومنه انطلقت رحلة الشراكة التاريخية طويلة المدى بين البلدين، مبيناً أنه اليوم يبدأ فصل جديد في مسيرة هذه الشراكة بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين. وقدم الرئيس ترامب شكره لرؤساء الوفود الإسلامية المشاركين في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وقال: اجتماعنا مبارك لشعوبكم ولشعبنا، وإنني أقف أمامكم كممثل للشعب الأمريكي، لأنقل لكم رسالة صداقة، وأمل، وحب، ولهذا السبب اخترت أن تكون أول زيارة خارج بلادي إلى قلب العالم الإسلامي، إلى المملكة العربية السعودية راعية الحرمين الشريفين وقبلة العالم الإسلامي.
وأضاف الرئيس الأمريكي قائلاً: في خطاب افتتاح السلطة مع الشعب الأمريكي أكدت على الصداقات القديمة بين أمريكا والدول الأخرى والشراكات الجديدة من أجل تحقيق السلام، كما أنني وعدت أن أمريكا لن تحاول أن تفرض طريقة حياة على الآخرين، بل أن نمد أيدينا لروح التعاون والثقة، مؤكداً أن رؤية بلاده رؤية سلام وأمن ورخاء في هذه المنطقة وفي كل أنحاء العالم، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل بما يتناسب مع هذا الاجتماع غير المسبوق.
ونوه فخامته بالروح الطيبة والتعاون الكبير الذي ساد اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيات تاريخية مع المملكة لاستثمار حوالى 400 مليار دولار في أمريكا وبما يحقق المئات من الوظائف والأعمال في أمريكا والمملكة العربية السعودية.
وبين أن الاتفاق مع المملكة على مشتريات عسكرية بلغت قيمتها 110 مليارات دولار سوف يساعد القوات العسكرية السعودية للقيام بدور أكبر في الأمن وبالعمليات التي تتعلق بها، كما بدأت مناقشات مع الكثير من الدول المشاركة في القمة لتعزيز الشراكات وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بل واوسع من ذلك.
وقال الرئيس الأمريكي: إننا اليوم نرسم التاريخ من جديد لافتتاح مركز عالمي جديد لمكافحة التطرف والأيدلوجية المتطرفة، ومن هنا في هذا المكان بالذات في الجزء المركزي للعالم الإسلامي فإن هذا المركز العظيم الجديد سيكون إعلاناً بأن غالبية الدول الإسلامية لا بد أن تتولى القيادة لمكافحة التطرف، معبراً عن امتنانه لخادم الحرمين الشريفين، على ما أبداه -رعاه الله- من عزيمة قوية وقيادة رائعة.
وتابع فخامته يقول: أمريكا ذات سيادة وأولويتنا الأولى هي دائماً السلامة وأمن شعبنا.. نقدم الشراكة التي تقوم على مصالح وقيم مشتركة ففي هذه القمة مصالح كثيرة، ولكن أهم من كل ذلك يجب أن نكون متوحدين في السعي نحو تحقيق هدف واحد يتعدى ويتجاوز كل الاعتبارات الأخرى، ألا وهو هدف إلحاق الهزيمة بالتطرف والإرهاب بكل أنواعه.
وقال الرئيس ترامب: بعون الله هذه القمة هي بداية نهاية أولئك الذين يمارسون التطرف والإرهاب، وبداية السلام في الشرق الأوسط وفي العالم، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق إلا بهدم الأيدلوجية التي تدفع الإرهاب.
وأضاف فخامته: إنه لم ينجُ من عنف الإرهاب إلا القليل من الدول، مشيراً إلى أن الحصيلة الأكبر لضحايا الإرهاب هم من الأبرياء من الدول العربية المسلمة ودول الشرق الأوسط، وأن التقديرات تقول إن أكثر من 90% من ضحايا الإرهاب هم مسلمون. وشدد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، منوهاً بما تزخر به المنطقة من ثروات وجمال طبيعي وثقافة حيوية، مؤكداً أهمية أن تتخذ دول المنطقة موقفاً حازماً لمستقبل أفضل.
وقال الرئيس ترامب: «كما نحن نمنع المنظمات الإرهابية من السيطرة على الأراضي وعلى السكان.. علينا أن نحرمهم من مصادر التمويل. يجب أن نقطع عنهم القنوات المالية التي تسمح لتنظيم الدولة أن تبيع النفط وتساعد الإرهابيين في تهريب المساعدات لهم».
القمة العربية الإسلامية الأمريكية شددت على تجفيف منابع الإرهاب