لا أحد بالطبع كان يتمنى أن تصل الأمور إلى هذا المستوى في الوضع الأمني والاجتماعي في بلدة العوامية خصوصا وفي محافظة القطيف عامة، إلا أولئك النفر القلائل الذين راهنوا على ضعف الدولة وعلى تأييد المجتمع لهم في أعمالهم.
فشل هذا الرهان بالطبع من بدايته، فالدولة كانت ولا تزال واضحة في تعاطيها مع أي تهديد أمني يطال مكانة الدولة ومؤسساتها وأفرادها مهما كان مصدره وموقعه. أما الرهان على تأييد المجتمع فقد فشل أيضا، حيث أعلنت القيادات الاجتماعية والشخصيات الدينية والاجتماعية منذ بداية هذه الأزمة وباستمرار موقفها الصريح والواضح من إنكارها حمل السلاح واستخدام العنف ضد أي كان.
لقد دفع رجالات العوامية وشخصياتها أثمانا كبيرة مقابل هذا الموقف الوطني السليم، فتعرض بعضهم للتهديد ولمحاولات القتل والإضرار بممتلكاتهم، ومع ذلك فقد واصل هؤلاء المخلصون توجههم البناء لمعالجة الموقف بما يحقق الأمن والسلم في مجتمعهم بعد هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية.
وبدلا من تراشق الاتهامات بالجبن والعمالة والتخوين، أو التهديد بتعليق المشانق، وخاصة من قبل البعض للأسف، فإن علينا جميعا واجب العمل الجاد لتخليص المجتمع من هذه الثلة الخطيرة التي تعيث في الأرض فسادا وضررا.
البعد الأهم يكون من خلال التنمية الشاملة وإحياء المشاريع كمشروع الإسكان بالعوامية، وتطوير مزارع الرامس، وبناء منشآت نادي السلام بالعوامية وغيرها، وهو ما أكد عليه أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بأنها مشاريع قابلة للتنفيذ مع استقرار الوضع الأمني.
أفرزت هذه الأحداث أيضا وجوها اجتماعية مخلصة لبلدها وللوطن عملت طوال هذه الفنرة على التواصل البناء مع مختلف الجهات المسؤولة من أجل دعم جهود الدولة في المعالجة، وأعتقد أن مثل هذه الشخصيات تستحق أن يكون لها دور مستمر في تهيئة المناخات المناسبة للمعالجات القادمة. حمى الله أهلنا ومجتمعنا ووطننا من كيد الأشرار، ووفقنا الله جميعا لمعالجة قضايانا بحكمة وعقلانية وحزم.