DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

المسورة «إستراتيجية النوافذ المكسورة»

المسورة «إستراتيجية النوافذ المكسورة»

المسورة «إستراتيجية النوافذ المكسورة»
عندما يخيرك أحدهم بين الحياة أو الموت ستختار الحياة بلا شك فقط، لو كنت واعيا بذاتك وما ومن حولك، أو ربما يخيرك آخر بين طريقين عليك أن تسلك أحدهما.. الأول: طريق من النور والتنوير، والثاني: طريق شقة الظلام ليقودك إلى ظلام أشد حلكة يسيطر فيه الخوف من المجهول، فلا تعرف كيف تدافع فيه عن نفسك ولا تعرف من هو عدوك، بل لا تعرف لماذا وصلت فيه إلى تلك المرحلة التي جعلتك تحمل السلاح ضدك أو ضد كل من يقترب منك، فكيف بمن صوره لك الخوف عدوا! تلك الخيارات كانت متاحة، وتلك الأفكار كانت أيضا تتطاير من رأس لآخر في أزقة المسورة من العوامية منذ سنوات، ومنذ أن تحولت من حي سكني إلى وكر إرهابي حتى الأسبوع الماضي حين انقسم الإرهاب على نفسه، فبعضهم اختار الحياة وجاء طواعية ومستسلما راغبا في الوصول إلى نهاية النفق المظلم الذي استقبلته في الجانب المضيء منه حكمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، -الحكمة- التي تطلعت لتكرار المحاولة لزرع بذرة الخير، ولم تيأس، فالمحاولة التي تخفق مرة قد تنجح مرات، فتثمر حياة وارفة الظلال. أما البقية الباقية فاختاروا الموت بعد أن أوغلوا في الطريق المظلم الذي لم يفرقوا فيه بين العدو الحقيقي الذي يجب أن يشهر سلاح العقل في وجهه قبل أن يشهر سلاحه المعدني في وجه أخيه أو أبناء وطنه. هنا انهار وهم المسورة كما انهارت أكاذيب كثيرة تسربت منها في السنوات الماضية تحت مسمى المطالبة بالحقوق!! انهار الوهم ليبزغ فجر جديد لم يكن يسعى إليه أو ينتظره سوى العقلاء الذين أحبوا العوامية كجزء من الوطن لا كوكر للجريمة، وهم الذين دفع غير الصامت منهم ثمن سعيه من دمه فالجميع يدرك أن المحاولة الفاشلة لاغتيال نبيه آل إبراهيم قد فضحت أكاذيب إرهابيي المسورة، فحين تحققت المطالب الإصلاحية التي يدعونها بما هو أجمل منها رفضوها واستمروا في غيهم الإجرامي المدفوع الثمن ضد أرضهم وأهلهم. اليوم انتهى كل ذلك الشر، بفضل الله، ثم بفضل كل من خطط وعمل في ميدان الفكر والحكمة من رجال الدولة أو في ميدان المواجهة العسكرية من رجال قوات الأمن. اليوم بدأنا نتطلع للعوامية الجديدة التي تقف في النور وتستقبل النور، والتي لن تضطر فيها إلى استخدام استراتيجية النوافذ المكسورة التي عملت بها مدينة نيويورك لخفض مستوى الجريمة في شوارعها وأحيائها الموبوءة التي عششت فيها الجريمة حين عملت على استبدال القبح بالجمال فكل نافذة مكسورة توحي بأن مجرما يختبئ خلفها، يجب أن تعالج، وكل شارع أو بناء تتراكم فيه القمامة يوحي بالجريمة عليهم أن ينظفوه ويستبدلوا النتن بالعطور، وكانت خطة ناجحة نقلت المدينة من الخطر إلى التحضر والتغيير وتحول المسار الفردي والجمعي نحو الأفضل... نحو الحياة وهكذا سيكون الحال في العوامية التي ستفقد ذلك البناء المتهالك القذر ذا النوافذ المكسورة التي انطلقت منها رصاصات الغدر لتغتال شباب الوطن الشرفاء، وستنهار تلك الأزقة التي فاحت منها رائحة الخيانة الوطنية لأن العقلاء الذين يختارون الحياة سيزرعون دروبها بالياسمين.