DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تدمير التطرف الصحوي

تدمير التطرف الصحوي

تدمير التطرف الصحوي
سيقف الاقتصاديون ورجال الأعمال طويلاً عند أرقام وتوقعات المشروع السعودي الحالم الطامح (NEOM). وسيكون هناك سباق هائل لاستغلال فرص هذا المشروع الذي ينقلنا من جوال الكشاف إلى آيفون 8 كما ذكر سمو ولي العهد، يحفظه الله، حين أراد أن يُبسط توصيف النقلة التي تنتظرها المملكة والمنطقة والعالم من هذا المشروع.لكن ما سيقف عنده مجتمعنا هو العودة الحميدة إلى طبيعتنا؛ أو إلى ما قبل عام 1979 حين كنا أسوياء نعيش حياة طبيعية في ظل إسلام وسطي معتدل ومنتج للحياة. هذه الطبيعة السوية، كما نعلم جميعاً، دمرتها مرحلة ما يسمى، اعتباطاً، الصحوة التي جثمت على صدورنا لما يزيد على ثلاثين سنة. تلك المرحلة الشائنة التي لم تنتج سوى متطرفين ومتشددين وكارهين للحياة والناس، بل لم تنتج سوى جماعات لا يعنيها ولا يعجبها إلا أفكارها المنغلقة التي لم يسلم منها حتى علماء ربانيون نالهم ما نالهم من الصحويين حين وصفوهم، زوراً وبهتاناً، بعلماء السلطان. استأثر الصحويون المتطرفون بالدين ووصلوا إلى حد توزيع صكوك الإيمان والغفران على الناس. ومن لم يعجبهم فهو في أقل الأحوال مارق أو فاسق أو تغريبي. لا أذكر، وقد عشت قرابة ثلاثين سنة من عمري، أن صحوياً ناقشني بمنطق أو عقل، أو حتى ترك فرصة ولو صغيرة لنتفاهم ونحاول كسب بعضنا. أصروا وفجروا في خصوماتهم إلى أن هدموا كل إيجابيات حياتنا. تسلطوا على التعليم والجامعات والمنابر والمخيمات والجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية وكل منفذ إعلامي أو اجتماعي يطولونه. وكانت قاعدتهم الثابتة: سَفّه الآخر واقذفه بكل قواميس الاتهامات والشتائم حتى يرعوي كما كانوا يقولون. وقد وصل بهم الحال، في أحيان كثيرة، إلى أن يطلبوا من مواطنين صالحين منتجين أن يغادروا البلد إن كانت لا تعجبهم في ظل الصحوة وقادتها وأجنداتها. لقد كانت إساءاتهم بالغة إلى البلد والناس على كل صعيد. ونحن لن نسامحهم لكننا، أيضاً، لن نحاكمهم. ما نطلبه منهم في هذه المرحلة هو السكوت إن لم تسعهم طموحاتنا وانطلاقتنا إلى مستقبل سعودي مختلف ومزدهر، قوامه ديننا المعتدل وقيادتنا الحكيمة وشعبنا المتطلع إلى أفق جديد.