الجواب عن السؤال أعلاه هو لا بطبيعة الحال لأن في مجلس الشورى نساء، وإن بدا بعضهن أحياناً ضد النساء، ولأن المجلس أصدر العديد من القرارات لدعم المرأة بطريقة مباشرة وغير مباشرة. لكن، وهذا هو بيت القصيد، ما زال بعض أعضاء المجلس يضعون عصياً في بعض دواليب مسيرة المرأة ومشاركاتها الوطنية والتنموية. يوم الثلاثاء الماضي أسقط المجلس، بفارق صوت واحد، التوصية الخاصة بتمكين المرأة من شغل الوظائف الدبلوماسية في سفارات وقنصليات وبعثات المملكة في الخارج. طبعاً، كالعادة، لم يقدم لنا المعترض أو المعترضون سبباً لاعتراضهم على هذه التوصية لكي فقط نفهم باعتبارنا جمهوراً للمجلس وأعضائه.
لست هنا أنكر على أعضاء المجلس حقهم في التصويت بنعم أو لا فهذه وظيفتهم بالدرجة الأولى لكني أتساءل من باب الفضول ما إذا كان الرافض لتوصية من هذا النوع يدرك حجم التعطيل الذي سيحدث لتقدم المرأة وظيفياً على الصعيد الدبلوماسي.؟! هو ربما لا يضع ذلك في حساباته لكن من حقنا أن نفترض فيه أو نطالبه بأن يدقق كثيراً في نتائج التصويت وما تتسبب به من تعطيل وتأخير لمسارات أصبحت مواتية وناضجة.
المتحدثة الآن باسم السفارة السعودية في واشنطن هي السيدة فاطمة باعشن وعدد من سفاراتنا حول العالم تستقطب سعوديات مؤهلات لقيادة وشغل وظائف دبلوماسية مهمة تدخل في صميم بناء صورة المملكة الإيجابية لدى دول العالم وشعوبها. وبالتالي كان المنتظر من أعضاء المجلس أن يبنوا على هذا النجاح ويؤيدوه ويعززوه ليكون أكثر اتساعاً واحترافاً. ما نريده من المجلس أن يكون عوناً للقيادة في مرحلة تمكين المرأة التي انطلقت بقوة إلى اتجاهات متعددة بعد أن طالت بنا مرحلة التردد والتأجيل لهذا التمكين الضروري والمؤثر في مسيرة البلد التنموية. مرة أخرى من حق عضو مجلس الشورى أن يصوت بما يراه مناسباً من وجهة نظره لكننا هنا نحاول أن نسترعي انتباهه إلى أن صوته يفتح طريقاً أو يغلقه، ونحن نريد أن نفتح كل الطرق السريعة لنعوض ما فاتنا كوطن ومجتمع وفات نساءنا على مدى ما يقرب من أربعين سنة.