أكد موقع «مجلس العلاقات الخارجية» أن المعركة التي تخوضها السلطات في المكسيك ضد عصابات المخدرات منذ أكثر من عقد من الزمن، لم تحقق سوى نجاح محدود.
وأشار تقرير للموقع إلى أن آلاف المكسيكيين يموتون في النزاع كل عام، حيث شهدت البلاد أكثر من 360 ألف جريمة قتل منذ عام 2006، عندما أعلنت الحكومة الحرب على تلك العصابات.
تحالف مع السلطة
مضى التقرير يقول: دخلت الولايات المتحدة في شراكة وثيقة مع جارتها الجنوبية في هذه المعركة، وقدمت للمكسيك مليارات الدولارات لتحديث قواتها الأمنية، وإصلاح نظامها القضائي، وتمويل مشاريع التنمية التي تهدف إلى الحد من الهجرة على الحدود الجنوبية للمكسيك.
وأضاف: سعت واشنطن أيضًا إلى وقف تدفق المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة من خلال تعزيز الأمن ومراقبة العمليات على طول حدودها مع المكسيك.
ولفت إلى أن عصابات المخدرات في المكسيك نمت خلال عقود وانقسمت وأقامت تحالفات جديدة، وقاتل بعضها البعض من أجل الأرض.
وبحسب الخبراء، فإن كل من القوات المحلية والدولية كانت سببا في تنامي تلك العصابات.
وأضاف: في المكسيك، تستخدم الكارتلات جزءًا من أرباحها الهائلة لتسديد رواتب القضاة والضباط والسياسيين، وهي التي ازدهرت خلال العقود السبعة التي حكم فيها حزب واحد، هو الحزب الثوري المؤسسي.
تصعيد العنف ضد الحكومة
أشار التقرير إلى أنه مع انتهاء عهد الحزب الثوري المؤسسي المتواصل في عام 2000 بانتخاب الرئيس فيسنتي فوكس من حزب العمل الوطني المحافظ كان هناك سياسيون جدد في السلطة.
وأضاف: صعدت العصابات من العنف ضد الحكومة في محاولة لإعادة فرض سيطرتها على الدولة.
ولفت إلى أنه على الرغم من قيام الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بصياغة استراتيجية جديدة لمواجهة تلك العصابات، إلا أن بعض الخبراء يقولون: إن تكتيكات هي تكرار لتكتيكات أسلافه التي أثبتت عدم نجاحها.
القوات الأهلية والجريمة المنظمة
يقول التقرير: في السنوات الأخيرة، سعت الجماعات الأهلية المعروفة باسم «قوات الدفاع الذاتي» لملء الأماكن التي فشلت فيها قوات الأمن في حماية المجتمعات من الجماعات الإجرامية.
وأوضح أنه برغم أن تلك الجماعات أصبحت قوة هائلة ضد العصابات في بعض الولايات، إلا أنه بعض عناصرها ارتكبوا انتهاكات حقوقية، بما في ذلك تجنيد الأطفال المقاتلين.
وأشار إلى وجود مزاعم بإقامة بعضها علاقات مع عصابات المخدرات مقابل الحصول على الأسلحة والحماية، بل وتحولوا هم أنفسهم إلى الجريمة المنظمة.