يبدو أن جورجيا ميلوني في طريقها لتصبح أول امرأة في إيطاليا تتولَّى رئاسة الوزراء، على رأس أكثر حكومة يمينية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد أظهرت النتائج الأولية للانتخابات العامة التي أٌجريت يوم الأحد، تصدّر ميلوني، زعيمة حزب "إخوان إيطاليا" اليميني، الانتخابات بنحو 26% من الأصوات.
سيؤدي ذلك إلى قلق كثيرين بشأن إيطاليا التي تُعد ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، فإن ميلوني قالت إن حزبها "سيحكم للجميع" ولن يخون ثقة الناس.
ستدقق العواصم والأسواق المالية الأوروبية بعناية في تحركاتها المبكرة، بدءًا من اختياراتها الوزارية، نظرًا إلى ماضيها المتشكك في الاتحاد الأوروبي وموقف حلفائها المتناقض بشأن روسيا، وفقًا لرويترز.
الإعجاب بموسوليني
نجحت ميلوني -المعجبة سابقًا- بموسوليني والتي ترفع شعار "الله، الوطن، العائلة"، في جعل حزبها مقبولًا كقوة سياسية، وطرح المسائل التي تعبر عن استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها بين صفوف المعارضة في وقتٍ كانت الأحزاب الأخرى تؤيد حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراغي.
ورغم أن ميلوني عملت بجهد لتحسين صورتها السياسية، وإعلان مساندتها لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، علاوة على تمييع موقفها المناهض للاتحاد الأوروبي، فإن السياسية الصاعدة تتزعَّم حزبًا متغلغلًا في الحركة الفاشية التي أسَّسها بنيتو موسوليني، الزعيم الإيطالي السابق، خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
عندما كانت في سن المراهقة، انضمت إلى جناح الشباب في الحركة الفاشية الجديدة بإيطاليا والتي شكّلها بعد الحرب أنصار الديكتاتور الراحل بينيتو موسوليني.
أطلقت كتابها "أنا جورجيا" في العام الماضي، وشدَّدت فيه على أنها ليست فاشية، لكنها متعاطفة مع إرث موسوليني بقولها: "لقد حملت على عاتقي مسؤولية تاريخ 70 عامًا".
ماذا تعني هذه النتائج؟
من الناحية الاقتصادية والسياسة الخارجية، قد لا تتغيَّر إيطاليا كثيرًا على المدى القصير، ستحرص ميلوني على أن تُظهِر للنخب الإيطالية والدولية أنها زعيمة مسؤولة.
لكن أمورًا كثيرة قد تتغيَّر في المستقبل القريب، فسياسات اليمين معروفة تجاه الأقليات العرقية والدينية والجنسية والمهاجرين وهؤلاء القضاة والمفكرين والصحفيين الذين يجرؤون على انتقاد النظام الجديد.
ستتغير الأمور أيضًا بالنسبة لأولئك الإيطاليين اليمينيين الذين، كما قالت ميلوني مؤخرًا، اضطروا إلى "إبقاء رؤوسهم منخفضة لسنوات عديدة وعدم قول ما يؤمنون به".
ما اليمين؟
يُطلَق وصف "اليمين" على التيارات السياسية التي ترتكز في أوروبا بشكل أساسي، ويتبنَّى هذا الاتجاه نزعة معادية للمسلمين والأجانب والأقليات الدينية والعرقية.
كما يتمسك هذا التيار بالقيم الوطنية والسياسية واللغوية، والميل الشديد للمحافظة على المسيحية، ويقبلون استخدام العنف لفرض خياراتهم والسعي للإطاحة بالديمقراطية.
اليمين يتقدم في دول أخرى
تأتي نتائج يوم الأحد في الوقت الذي حققت فيه الأحزاب اليمينية في دول أوروبية أخرى مكاسب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك صعود الحزب السويدي المناهض للهجرة. الديمقراطيون السويديون "وهو حزب ذو جذور نازية جديدة" الذين من المتوقع أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في الحكومة الجديدة بعد فوزها بثاني أكبر حصة من المقاعد في الانتخابات العامة في وقت سابق من هذا الشهر.
أما في فرنسا فرغم خسارة اليمينية مارين لوبان الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام إيمانويل ماكرون في أبريل، فإنها قد حصلت على عديد من الأصوات، وأظهرت هذه الانتخابات مدى التأييد الشعبي المرتفع لليمين، حسبما نشرت CNN.