يتعيّن على الطفل الأحسائي، وكل الشرائح التكوينية بهذه المنطقة من العالم مقاضاة آبائهم لدى منظمة اليونيسيف، من أجل رفع ظلامة طقوس ما قبل النوم، التي إن بدت مقدمات إطلالاتها مغلفة بكل رمز من الرموز العاطفية في سبيل استدرار الاستجابة المبتغاة بواسطة الحزاوي، القصص الغريبة، افتعال ما تمّت مشاهدته في بعض الأفلام وإسقاطها على طفل الفسائل، الترهيب من شيء ما قادم ، أم السعف والليف، العجل المحدّد، حمارة القايلة، وترّهات لا آخر لها، وإن لم تحدث تلك الاستجابة فمآلها الصراخ، والتعنيف الذي يصل بالتعزير أحايين كثيرة إلى الضرب المبرح لتلك الغصون الخضراء، أو هجران الزوج لزوجته كنوع من أنواع العقاب الموجه لها، نظير جهودها التي لم تفلح في الإجهاز على أطفالها بالنوم!
إن السفهاء، وعبر مراحل زمنية قبل الأجداد والآباء في منطقة الأحساء، عاشوا في ظل خبرات تراكمية، ليست مما يطلق عليها بالموروث الاجتماعي الإيجابي، لذا عملوا على تغذية خلفهم بكل ضرب من ضروب الخيال، الممزوج بالشعوذة، فضلا عن كونهم لا يمارسون طبائعهم (التكاثرية)، إلاّ برسم هالات كمقدمات لها، ويكون بمثابة الإنذار المبطّن للطرف المقابل، حتى بات وهو في خشية من القادم، مما ينعكس بالتالي على الأبناء وهذا تجلى في المعالم الرئيسة، والمميزة لتربية الأحسائي لأبنائه، فعمل جاهدا ـ ومازال ـ على إكسابهم موروثه الاجتماعي السلبي، وسيعملون هم أيضاً على ذلك، ما لم تتم مقاضاة الآباء من الأبناء. ومن خلال النظرة الفاحصة للطفل الأحسائي للمجريات العالمية، المحروم منها، نجده يسخر كل السخرية من المؤلفة الإنجليزية لرواية (هاري بوتر)، السيدة جي. كي. رولينغ، التي لم تلتق بسفهاء الأحساء، الذين دشّنوا كل شعوذة تحت ما يسمى بـ (حزاوي) ما قبل النوم، ورغم ذلك صنعت طوابير متراصّة، ومتلهفة لابتياع رواية الشعوذة تلك؛ فهل يكتفى طفل الأحساء بالسخرية، أم سيؤكد السخرية بأمّها، في دعوة السيدة رولينغ لزيارة الأحساء، لتغرف وبملعقة من ذهب من تراث الخرافة؟
إن الطفل لا يحتاج لمستشار يرافقه للمنظمة العالمية، كي يبرهن على دعواه، أبدا فحسبه أبوه وأمه وأخوه، بل الأحساء برمتها، ومن هي على شاكلتها من مناطق العالم الفسيح، الذي يئن من عدم إعطاء الأبناء الحق في تربية الآباء، وما الذي يبقى، وما يجب أن يطور، ليتناسب بالتالي مع كل حق وعيش كريمين على هذه البسيطة.
أمين حجي البودريس