تملكتني الحيرة وخاطبت افكاري بهذا القلم المستريح بين أناملي قائلة ـ من أين أبدأ الكتابة عن سطور الحياة نعم من اين يجب ان ابدأ؟ وبعد أخذ ورد لم أجد افضل من موضوع يمس حياتنا النفسية، ان علة مجتمعات اليوم ليست نابعة من علل الاجساد بل من علل النفوس ومن اجل تشذيبها وتنقيتها يجب ان نعمل بضمير لكي نغدو من اصحاب النفوس المطمئنة التي تعود الى خالقها راضية مرضية.
فعلم النفس اهم بكثير من علوم الجسد فالنفس هي المنطلق ان صلحت صلح الانسان واستقام وان اعتلت سقم الانسان وانحرف وغالبية الاقلام التي حاولت ان تخوض في غمار النفس وعلمها ما تمكنت من فهم النفس الا من كان منها قادرا على خوض التجربة بالافكار العميقة اما بالخيال بالاستجابة واكتشاف الذات ومن ثم الغاز الحياة وما من علامة استفهام تقف صامدة ومحيرة امام معرفتنا لانفسنا ولو مجرد لحظات.. ان علاج امراض النفس وكبح جماع غرائزها في هذا العصر يجب ان تعتمد المنهج الاسلامي النابع من كتاب الله عز وجل والصالح لكل زمان ومكان فحياتنا من المهد الى اللحد لمحه من لمحات القدره العلية يهتدي بها الناس في تسيير حياتهم وعلاج ما يؤذي نفوسهم.
ان معرفة علم النفس والذي يتطلب منا الخوض في معركة اسمها (اعرف نفسك) ليس من اليسير الحصول عليها لمعرفة انفس الآخرين لانها موجودة في اعماق نفوسنا تلازمنا دائما فهي معنا في كل مكان وهي متأصلة في فطرتنا ولكنا لانعيها ان كثرة الامراض التي يعاني منها البشر ناتجه عن ضغوط الحياة وقلة الايمان والحيرة والتساؤل: من انا وما انا ولمن انا وكيف انا وما اريد انا (الأنا) طغت طغيانا مريعا واصبحت مدار السعادة او التعاسة ومعركة الانسان مع الحياة تتطلب معرفة الله فتلك المعرفة هي سلاحنا في مجاهدة النفس والغنيمة في المرحلة الاولى من تجلي الخواطر، فالاعتماد عليه جلت قدرته ستمنحنا الثقة والنفس او اليس هو الذي خلقها وسواها او ليس هو الذي نفخ فيها من روحه او ليس هو الذي طلب اليها ان تكون نفسا مطمئنة ونهاها ان تكون نفسا امارة بالسوء او لوامه؟ (الأنا) لانجاة لي منها الابك يارب عرفتني الحياة، فخذ بيدي لاعبر مخاطرها والمهاوي والاهوال التي ينتظرها جميع البشر.
