لقد كنت أمر يوميا على أسوار قلعة ابراهيم وانا أدرس في المرحلة الابتدائية في الذهاب والعودة وكنت ارى ذلك السور الشاهق واستغرب ماذا يوجد خلف تلك الجدران من اسرار طبعا في مخيلة الطفل الصغير كانت تلك القلعة المرتع الخصب للخيال من تخيل انه يوجد بداخل ذلك القصر او القلعة او الحصن كنوز على بابا او توجد مغامرات علاء الدين او طائر الرخ اوما يجري في بلاد الواق واق وكل شيء خيالي ارتبط بتلك القلعة المغلقة طبعا في خيال الطفل وكنت استغرب كلما مررت عليها تساءلت لماذا لايستفاد منها كإرث تاريخي هو جزء من تاريخ المحافظة فهذه القلعة صدى التاريخ الحاكي وكنت أتألم بحسرة كلما شاهدت قطعة او جزءا ينهار من ذلك المبنى لان الاثار بالاحساء لاتتحمل العوامل الطبيعية من امطار ورياح بحكم الاعتماد على الطين المتوافر بالبيئة وليس الصخور وعندما شاهدنا اول ترميم لتلك القلعة استبشرنا خيرا وقلنا ان تلك الآثار قد قيض الله لها رجالا يهتمون بالتراث والموروثات حتى تم افتتاح القصر للزائرين وعمل جنادرية مصغر به.
ان كثيرا من دول العالم تضع اصدارات سياحية تكون في مقدمتها القلاع والحصون والاماكن الاثرية فلماذا لانقوم باستغلال موروثاتنا وابرازها من مساجد قديمة من فن معماري مثل مسجد الجبري ومسجد الدبس والأربطة القديمة التي كانت بمثابة الجامعات التي خرجت الكثير من طلاب العلوم الشرعية في دول الخليج العربي وكذلك مسجد جواثا وقلعة صاهود وكثير من الاثار بالاحساء حيث ان الاثار هي صدى التاريخ الحاكي وهذه ستستقطب الكثير من الزائرين للمنطقة اضافة الى وجود التسهيلات الفندقية الراقية والمتوسطة والعادية ووجود المزارع القابلة للتأجير اليومي ولو اني كنت اتمنى ان تطور الفكرة الى شكل ابسط وتكون اسعارها معقولة بحيث تكون على شكل شاليهات كبيرة وتكون هناك بركة مركزية للرجال واخرى للنساء ويستغل جبل القارة بوضع مطعم عليه او داخله حيث الهواء العليل صيفا والدافئ شتاء ومنظر غابات النخيل الخلابة من حوله ولاننسى أخيرا ان اهالي الاحساء يتمتعون بالعفوية والطيبة وهم ناس ودودون فالزائر يحس معهم كأنه في بلده وليس غريبا.
تواعد الود والبهاء
على مكان للقاء
فقالا اي ارض نلتقي
اغير ربوع الاحساء
فارضها تبر وهو تراب
ونخلها بسمة في الصحراء
عبدالله احمد الجلال