عندما تخرجت في الثانوية العامة قبل ثلاثين عاما كانت اهازيج السعادة ودموع الفرح تملأ عيون المتخرجين واهلهم وكانت الكليات المختلفة تتنافس على استقطاب اكبر عدد من الخريجين اما البعثات الى خارج المملكة فكانت تموج موجا باعداد كبيرة من المبتعثين بينما فرص العمل تداعب الجامعيين والجامعيات وتسامر مخيلاتهم لبناء مستقبل سعيد وواعد واستمرت هذه الحالة خلال عقدي السبعينات والثمانينات الميلادية وفجأة وبدون مقدمات وكأننا نستيقظ من حلم جميل وفي خلال اقل من عقدين على بداية تنفيذ الخطط التنموية واذا بنا نواجه ازمات التعليم العالي والتوظيف وكأن ابناءنا وبناتنا هبطوا من كوكب آخر او ان نساءنا توالدن مثل الارانب في كل سنة سبعة او ثمانية اطفال ازمات بلا مبرر سوى انها وليدة للتخطيط السيئ ومشاكل لم نسارع في ايجاد الحلول العملية لها.
اليوم تمتزج فرحة خريج الثانوية العامة بدمعة حزن مريرة كونه لايجد له مكانا في جامعاتنا او كلياتنا الوطنية واصبح ابناؤنا يدرسون في اليمن والاردن!! انها مأساة حقيقية.
اما الجامعيون والجامعيات فدمعة حزنهم مركبة ومضاعفة لانهم لايجدون فرصة عمل وندفعهم الى البطالة دفعا بحجج واهية بينما غير المواطن يرفل في نعيم الوظائف وفرص العمل الكبرى على حساب المواطن، لقد كان لابنائنا وبناتنا حلم منشود وامل موعود بمستقبل جميل اما اليوم فالامل موؤود والحلم مفقود والضياع موجود.
وليس لدى المواطن سوى حرقة مكبوتة وحزن عميق يرفعه بعد الله لاولياء اموره لانه يريد حلا وحلا عاجلا.
ان التعليم حق لجميع ابناء الوطن فلا نحرمهم هذا الحق. والعمل هدف لجميع ابناء الوطن فلنساعدهم على تحقيق هذا الهدف.
والله من وراء القصد...