من المؤسف ومن الغريب في آن في ظل ما تمر به الأمة العربية من أزمات وعثرات ومحن وتحاول معظم الدول العربية وعلى رأسها المملكة العمل على لم شتات الامة وتوحيد صفها وكلمتها ودعم عملها المشترك وتفعيله وهذا ما تمارسه المملكة حاليا ضمن تحرك سعودي جديد يقوم به سمو ولي العهد لعدد من الدول العربية الشقيقة، من المؤسف والغريب ان ينبري العقيد القذافي ليحاول من جديد تقويض أسس التضامن العربي وهو نفسه الذي هاجم المنظومة العربية من قبل وهدد بالانسحاب منها، وتلك افاعيل كان ينبغي ألا تصدر من دولة عربية يفترض فيها ان تنضوي تحت لواء العمل العربي المشترك وتعمل جاهدة على بلورته في ظل ظروف عصيبة وصعبة لابد من الخروج منها تعزيزا لمكانة وادوار الجامعة العربية وآلياتها، غير ان القذافي بدلا من هذا الانضواء العقلاني راح يكيل الاتهامات للمملكة بأنها دولة ارهابية وان حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي حركة متطرفة، وان المملكة مسؤولة عن ظهور تنظيم القاعدة الارهابي، وتلك اتهامات تتشابه في تفاصيلها واجزائها مع الادعاءات الغربية الباطلة التي ما زالت تحاول الاساءة للمملكة والاساءة للاسلام والمسلمين وفقا لاراجيف بعيدة تماما عن الصحة، فاذا كانت تلك الادعاءات المغرضة التي ثبت بطلانها تجيد الصيد في الماء العكر فان العقيد القذافي ركب الموجة نفسها، وكان الأجدر به ان يشكل مسارا داعما للعمل العربي المشترك في ظل الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها الامة العربية بدلا من كيل اتهاماته المحمومة ضد المملكة، وهي اتهامات لن تحول دون مساعي المملكة لدعم مسارات التضامن العربي المنشود رغم تلك المزاعم والافتراءات الباطلة.