عزيزي رئيس التحرير
طلب مني صاحب المخبز الواقع بجوار منزلي أن امتدحه أمام الخاصة والعامة وأن أثني على تنوع منتجاته التي من بينها الخبز الأسمر والأبيض والبنفسجي والخبز الخاص بالحوامل وبكبار السن وقد قال في مدحه لمخبزه أنه أحدث مخبز في الشرق الأوسط حيث كل موظفية من السعوديين ومعدات وأدوات سعودية الصنع وأن الجودة في العمل لمعايير (هيئة المخابز والعصافير رقم 2) وقد قدم لي صاحب المخبز نبذة عن حياته وكفاحة وصورته عندما كان صغيرا وصورة له داخل المخبز وهو يبتسم عندما تنضج الخبزة السمراء .
ولحثي على مدحه منحني (كوبون) تخفيض على منتجاته على أن يوصلها لبيتي عند الطلب نعم أكرم البطن تستحي العين مثل ما يقولون ! بعد هذا الأغراء والوعود المستقبلية خارت قناعاتي وأستحت أذناي قبل عيني وقلت له سوف أمدحك ولكني أريدك أن تجيب على أسئلتي لكي أعزز من حريتي لمخبزكم الكريم بطريقة أستغل فيها فكر السامع والقاريء. قال حباً وكرامة تضمنت أسئلتي زوابع هادئة والتي منها ما هو معدل إنتاج المخبز يومياً وكم سعر تكلفة الخبز مقارنة بالمخابز الأخرى في حارتنا وفي لوس أنجلوس وجزر المريخ ؟ هل الإنجازات والمشاريع التي تجري الآن من ثمار جهودك أم هي نتيجة لخطة وضعها سلفك الخياز ؟ هل تحتاج كل هذه العمالة السعودية ؟ ؟ أليس بالإمكان ميكنة بعض عمليات الإنتاج في مخبزكم؟ كم نسبة إنتاج العامل لديكم مقارنة بمخابز لوس أنجلوس وجزر الواق واق . وأخيراً من يدقق إنتاجية وحسابات مخبزكم الموقر ؟ قال صاحبي الخباز وهو بأمره محتاس (هكذا ظننت) قال الإجابة سهلة ولكن بعد حفل العشاء الذي أقمته على شرفك ومن الآن أنت أصبحت عضواً في مجلس إدارة المخبز وقد عيناك مدير إدارة تدقيق الإنتاجية والحسابات ومقر عملك في الدور التاسع عشر في مبنانا الواقع على البحر وكعضو في مجلس إدارتنا فإنك سوف تمنح مكافأة وسيارة بدل سيارتك الخربانة وسوف تمنح لك فله للإقامة تليق بسمعة خبز وكيك وزعتر مخبزنا من الصدمة النفسية قبلت رأس الخباز الأول وغيرت أسم ابني إلى زعتر واسم أبنتي إلى كيكة وبدأت أنا وأسرتي بمدح المخبز في الأعراس ومقاصف المدارس وفي سوق الغنم وفي القنوات الفضائية حيث المدح بلا معيار أو أخلاق ولكنه بالدولار !!
عبد الله إبراهيم المقهوي ـ الاحساء
