أكدت دراسة صادرة عن اسكوا حول مبادرات القدرات التكنولوجية والاجتماعية خلال القرن الحادي والعشرين في بلدان اسكوا على ان الابتكارات القائمة على المعارف تؤدي الى زيادة الانتاجية والارتقاء بمستويات المعيشة والنمو الاقتصادي الطويل الأجل.
ورأت الدراسة انه من أهم الدروس التي يمكن ان تستفيد منها البلدان في عملية بناء القدرات التكنولوجية، هي ضرورة ربط سياسات العلم والتكنولوجيا والابتكار بأهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتضمن، في جميع البلدان الأعضاء، إعادة هيكلة الاقتصاد وتنويعه وتحقيق الاستخدام الامثل للموارد الطبيعية. من هذا المنطلق اتخذت بعض البلدان الاعضاء في اسكوا مبادرات تهدف الى وضع سياسات وطنية للعلم والتكنولوجيا تعتبر خطوة ضرورية وموفقة في عملية بناء القدرات التكنولوجية.
وأوردت الدراسة خطة كل بلد من بلدان الاسكوا، وفيما خص لبنان قالت: ان القطاع الخاص اللبناني تميز في مجال التكنولوجيات الجديدة، كما بدأ القيام بمشروعات وأنشطة مع المؤسسات العلمية ومؤسسات القطاع العام.
من ناحية أخرى، تعتبر الدراسة ان المفاتيح الأساسية لبناء القدرات التكنولوجية هي توفير المعرفة، واكتساب المعرفة وتكييفها بالإضافة الى تنمية الموارد البشرية وتأمين خدمات إنشاء البنية الأساسية للعلم والتكنولوجيا ودعمها. وهنا لا بد من ذكر الروابط القوية بين المؤسسات الضالعة في هذه الأنشطة التي تشكل الشاغل الرئيسي لكل من البلدان المتقدمة والنامية.
وهناك العديد من الأمثلة التي تبني هذه الامكانيات ومن أهها إنشاء حدائق التكنولوجيا ومراكز الابتكار والتجمعات المعتمدة على التكنولوجيا الرفيعة المستوى، بالإضافة الى تسهيل نقل التكنولوجيا من خلال تطوير التعاون الدولي.
ومن أهم العوامل الأساسية لنجاح هذه المبادرات استغلال الطاقات الموجودة لدى كل الأطراف المعنية ومنها الإدارات الحكومية والمشروعات الخاصة والمنظمات غير الحكومية.
وتشير الدراسة الى انه إذا كان هناك إطار كاف من السياسات الخاصة بالعلم والتكنولوجيا فمن الممكن ان تؤدي هذه المبادرات الى توفير الدعم للبحوث والتطوير في مجال الصناعة؛ والارتقاء بآليات تعزيز التكنولوجيا؛ والمساعدة في إنشاء شركات قائمة على التكنولوجيا قادرة على النمو وتؤدي الى خلق وظائف ورفع الانتاجية وتخفيض الأسعار وتوفير السبل العملية للتعلم. كما تناقش هذه الدراسة أكثر النماذج شيوعا للمبادرات القائمة على التكنولوجيا وترسم صورة لبعض المناهج العملية لتعميم هذه المبادرات وتنفيذها. وتتضمن أيضا دراسة المبادرات السياسية العلمية والتكنولوجية بالإضافة الى مبادرات عديدة لبناء القدرات التكنولوجية. وهذه الدراسات مستمدة من تجارب عدة بلدان متقدمة ونامية.
وتطرح هذه الدراسة إطارا للعمل المستقبلي في بلدان اسكوا والبلدان العربية كمجموعة مقترحة من المبادئ العامة لتعزيز المزيد من المبادرات الرائدة في بعض بلدان اسكوا والبلدان العربية وتطويرها وتتضمن أيضا التوصيات التي اعتمدها اجتماع فريق الخبراء في اسكوا بخصوص مبادرات بناء القدرات العلمية والتكنولوجية في تشرين الثاني من العام 2000.