في وطني حرية للمكان والزمان بمساحة الأرض والسماء وحرية للأفكار والأبداع بكل ميزات البحور والأنهار والفخر لكل الهامات الفكرية العليا التي منحت هذا السيل الهادر من الأقلام أن تربوا وتكبر وتزهو بالفكر والابداع . ومع اتساع المساحة وزيادة الحبر المتدفق على الصفحات تزهر حدائق الثقافة وتثمر حسب نبل الأهداف وفي غير ذلك قد تكون حلوة المذاق والرائحة لكنها سيئة الأثر والتأثير فبين الفينة والأخرى يخرج على الصفحات الأعلامية المقرؤة مداد ينثر الهدم والنشاز ويلوث بيئة الحرية ويغدق عليها ضبابا كاتم اللون يحجب الرؤية ويظهر لونه الحقيقي الذي يفقهه كل مبصر لذوق الأهداف المعوقة الهدامة .
ولئن كان له أي الفكر الأصفر مكان فهو في عقول من يكتبه، ومن يزيده، انتشاراً ممن لا يحسبون على الحرية الوطنية ولو بالاسم والألقاب التي منحوا إياها من أنفسهم ليس إلا .
تتبلور الأفكار التي تهدم لتقدم نفسها على انها إصلاح وتنوير بينما هي في الأصل تمهد لتتسلل من جدران الحرية لمكان ليس لها فيه بيئة صالحة بل هي تؤسس لها مكاناً بطريقة مسايرة الحرية المتفقة في عصر الانفتاح .
هذه الأفكار التي تعيش وسط هذا الانفتاح غير المنضبط دون تحليل وتفسير وارهاص لمعانيها سوف لن تحسب إلا على ثقافة المجتمعات المتحللة والمتفككة اجتماعيا وسياسيا ودينيا أيضا .
سعيد مطر