@ مازلت أتذكر ذلك اليوم الذي كلفت فيه لأول مرة بإقامة مهرجان رياضي بالمركز الصيفي قبل ست سنوات. الجميع انتقد الإعداد والتحكيم إلا أخاً واحداً هو الوحيد الذي شكرني مع أن مجموعته هي الخاسرة في المسابقة وأوضح لي فيما بعد أن الحماس والتفاعل مع المهرجان سبب الانتقاد الكبير.
ليس هذا مجال لسرد قصة حياتي ولكن الذي أريد إيصاله هو (جفاء الألسن) لدينا فكلمة شكراً ويعطيه العافية وجزاك الله خيراً ..الخ من الكلمات المنتقاة تكاد تكون ممسوحة من قاموسنا، ألا تعلمون يا إخوان أن الشكر والابتسامة تفعلان بالقلوب فعل السحر (ولكنه سحر حلال) يكفيك من الابتسامة أنها صدقة بل إنها تزيد من نضارة الوجه قال وليم برهام (نحن نعمل من أجل المال ونعمل أكثر وبحماس من أجل الشكر والإطراء) . إذا كان هؤلاء هذا حالهم فنحن أفضل منهم في ديننا القويم (لئن شكرتم لأزيدنكم) وبالشكر تدوم النعم، والنفس البشرية بطبيعتها تحب الثناء فإذا انعدم العطاء وانعدمت معه العلاقات الصادقة (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) وأولى الناس بالشكر الوالدان ثم من لهم فضل عليك وليس الشكر كلمة تقال وإنما تطبيق عملي فعلي فالصلاة شكر لله وطاعة الوالدين بر بهما والإهداء عرفان للزميل والسلام تواصل بين المسلمين والقائمة تطول (وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي) .
فاصلة : إذا أردت أن تسعد فلا تنتظر شكراً من أحد.
تذكر: لا تقل كلمتك إلا أمام من يستحقها حتى لا تصدم بالخيانة
أؤكد لك : حتى لو كنت في بيتك وكافا شرك عن الناس (لن تسلم من النقد)
أخيراً : احذر من الأسلوب الهجومي والنقد المباشر لأنه من (عقدة النقص) على حد قول علماء النفس .
