بدأ حلف شمال الأطلسي أمس أولى عملياته خارج اوروبا منذ تأسيسه قبل 54 عاما بتولي قيادة قوات حفظ السلام في العاصمة الأفغانية. وتمثل هذه المهمة تحولا استراتيجيا عن دور حلف الاطلسي خلال الحرب الباردة في الدفاع عن حدوده المباشرة. وتأتي مهمة حفظ السلام في افغانستان ايضا وسط مساع امريكية لجعل الحلف يتولى دورا في ارساء الاستقرار بالعراق في مرحلة ما بعد الحرب حيث تتعرض القوات الامريكية لهجمات يومية وتبلغ تكاليف حملة واشنطن نحو اربعة مليارات دولار شهريا.
وسيسلم اللفتنانت جنرال نوربرت فان هايست قائد قوة المعاونة الأمنية الدولية البالغ عددها 5000 جندي القيادة الى جنرال الماني اخر من حلف الاطلسي هو جويتز جليميروث في احتفال في كابول.
وحثت كل من الحكومة الافغانية والامم المتحدة قوات حفظ السلام الدولية مرارا على توسيع مهامها لتشمل الاقاليم الافغانية حيث يمثل قادة الفصائل المتناحرة وتجمعات متمردي حركة طالبان مشاكل امنية متزايدة امام جهود اعادة الاعمار والانتخابات المقررة في العام المقبل. لكن مهام حفظ السلام ستظل مقصورة على العاصمة كابول ايضا في ظل قيادة حلف الاطلسي لها على الاقل بشكل مبدئي.
واكد مارك لايتي المتحدث باسم الحلف بان الحلف مستعد لمناقشة توسيع مهام عمليات حفظ السلام خارج كابول لكنه يرغب في توطيد اقدامه في العاصمة اولا.
ودعت الحكومة الافغانية يوم امس الاول لاجراء نقاش في اسرع وقت ممكن لهذا الغرض كما اكدت الهيئة المنسقة لعمل وكالات الاغاثة ان هناك اقرارا دوليا بالحاجة الى توسيع نطاق حفظ السلام وانه لا يوجد وقت للتأخير.
وتشكلت قوة المعاونة الدولية بمساهمات من 31 دولة بعد ان اطاح التحالف الذي تزعمته الولايات المتحدة بحركة طالبان الحاكمة في افغانستان في 2001. وتولت بريطانيا ثم تركيا قيادتها قبل ان تنتقل القيادة الى المانيا وهولندا.
ويقول حلف الاطلسي ان توليه قيادة القوة الدولية سينهي الحاجة للبحث عن دولة تتولي القيادة كل ستة اشهر.
وطبقا لدبلوماسيين اوروبيين فان الولايات المتحدة التي عارضت في السابق اي توسع لمهة القوة الدولية ترغب في اطلاق يد قوة تحالف منفصلة تتعقب فلول طالبان وبقايا القاعدة التي تتهمها واشنطن بالوقوف وراء هجمات سبتمبر ايلول 2001.
ويقول الدبلوماسيون انه يبدو ان تحولا جوهريا قد طرأ على موقف واشنطن ولكن بعض الشركاء الاوروبيين يشعرون بالقلق تجاه تزايد النفقات والمخاطر.
ودعا وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك الموجود في كابول لحضور احتفال تسليم القيادة لتوسيع نطاق عمليات حفظ السلام خارج العاصمة كابول بعد تولي حلف الاطلنطي مهام القيادة. وقال ايضا ان القوات الالمانية يمكن ان تشارك ضمن مهمة لحلف الاطلسي في العراق اذا ما استندت مثل هذه القوة لتفويض صادر عن الامم المتحدة.