تعاني قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة في العراق من هجمات يومية تستهدف أفرادها لكنها باتت أمام أول احتجاجات عنيفة من قبل عموم السكان في العراق بسبب النقص في الوقود وانقطاع الكهرباء. وكان سبعة جنود بريطانيين قد اصيبوا في احتجاجات الوقود يوم السبت في جنوب العراق وفي أجزاء أخرى من البلاد تتشكل صفوف بطول كيلومتر أمام محطات البنزين يوميا. العراق يملك ثاني أكبر احتياطي من النفط في العالم وكان ذات يوم منتجا رئيسا للبتروكيماويات لكنه الان يستورد الوقود من الاردن والكويت وتركيا وفقا لما تقوله ادارة الاحتلال الامريكية في العراق. تزعم قوات التحالف أن أعمال التخريب والتهريب هي السبب الرئيس وراء النقص. وهو ما وصفه ممثل الاحتلال رئيس الادارة الامريكية بول بريمر بأنه جريمة بحق جميع العراقيين. وليس هناك ما يدعو للتذكير بشيء يقع عليه المسئولية أيضا وهو العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة واستمرت 13 عاما وتدمير محطات الطاقة ومنشآت البنية الاساسية الاخرى خلال الحرب الاستنزافية التي قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا التي استهدفت الاطاحة بصدام حسين قبل الانقضاض عليه وتدمير نظامه. وعمليات التخزين التي يقوم بها مواطنون قلقون تمثل مشكلة أخرى. لقد صادرت قوات الاحتلال أكثر من 100 سفينة كما تم القبض على أكثر من 150 مهربا. وقام مشاة البحرية البريطانية يوم الجمعة بأكبر ضبطية حتى الآن حينما ضبطوا سفينة مسجلة في بنما وعليها طاقم أوكراني وتحمل 1100 طن من الديزل. وعمليات تهريب الوقود والسوق السوداء لا يمكن رؤيتها. وعلى الجانب العراقي من الحدود مع الاردن صادرت القوات الامريكية اثنتي عشرة ناقلة في وسط الصحراء. ومازال لغزا الطريقة التي وصلت بها إلى هناك او كيف يتم التهريب في ظل وجود هذا الحصار الشديد الذي تفرضه القوات الامريكية والبريطانية مما يثير التساؤل عن ما اذا كان لجهة ما صلة بما يحدث. لقد بدأت مركبات عسكرية ترافق ناقلات النفط لضمان عدم تعرضها للسرقة ولكيلا تصل شحناتها إلى غير ما هي متجهة إليه. والتصدير غير القانوني لمنتجات النفط ليس بالظاهرة الجديدة. إذ يقال إن عديا الابن الراحل لصدام كان يدير أسطولا كاملا للتهريب للالتفاف على الحظر الذي فرضته الامم المتحدة.
وتقول سلطات الاحتلال الامريكية في العراق إن أعضاء في حزب البعث المحظور يتصدرون التجارة غير القانونية. وان سفنا تفر مختفية بين قوارب الصيد إلى المياه الاقليمية الايرانية ثم تحاول الوصول إلى المياه الدولية دون ان توضح كيف تختفي سفينة عملاقة بين قوارب الصيد. ولان الحرارة تصل عند منتصف النهار إلى 50 درجة مئوية تقع مسألة النقص في الوقود في مركز القلب من شكاوى العراقيين. وبسبب الانقطاع الكهربائي لفترات طويلة لا يمكن إلا بالمولدات توفير الاضاءة وإدارة مكيف هواء واحد على الاقل في البيوت. والمولدات كالسيارات بحاجة إلى الوقود. وفيما خرج سكان البصرة في مظاهرات في الشوارع تحمل سكان الحلة على بعد 100 كيلومتر جنوب بغداد بصبر المكرهين النقص في الوقود وانقطاع الكهرباء. واصطفت السيارات مسافة كيلومتر في صفين لتملا خزاناتها. لقد ركنت سيارات كثيرة والتمس بعض من أصحابها إغفاءة في الظل.و قال عمدة حلة نوفل العبيدي لا توجد قطرة واحدة من بنزين أو ديزل. كما يشكو المنتظرون من انفجار الاسعار ويقولون إن سعر الكيروسين زاد الان 15 مرة على ما كان عليه قبل الحرب فيما زاد سعر البنزين عشر مرات. وزاد سعر غاز الطهي بقرابة عشرين مرة.