تعتبر عادة السير على النار من التقاليد البلغارية القديمة التى تعود الى القرون الوسطى وتتجه نحو الانقراض فى حياتنا المعاصرة0
ويطلق على السير على النار /نيستينارستفو/ ويعود اصل الكلمة الى اليونانية وترتبط بمعنى النار او المكان المخصص لاشعال النار حيث انطلق هذا التقليد وطقوسه من قبائل /تراكي / التي تقطن وتقيم بالمساحات الجغرافية الواقعة بين منطقة /استرانجا/ والبحر الاسود بجنوب شرق بلغاريا وجبال الرودوبي التي تربط بلغاريا باليونان0
ويتراوح اعمار الذين يمارسون عادة او طقوس السير على النار بين تسعة اعوام وثمانين عاما من الجنسين الا ان الاغلبية والتي تمثل 80 في المائة منهم من الفتيات البكر وغير البالغات وينتمون جميعهم الى سلالة واحدة لتنتقل العادة والتقليد الى الاجيال 0
وقالت المعمرة البلغارية كيرا /95 عاما/ من قرية بلجاروفو احدى القرى التى انطلقت منها طقوس السير على النار والتى تبعد خمسمائة كيلو متر عن العاصمة صوفيا ان النيستيناري الذين يمارسون طقوس السير على النار يتمتعون بخاصية ومميزات محددة عن الاخرين في المجتمع 0
وذكرت في حديث اجري معها أنه قبل البدء فى الرقص أو السير على النار لابد التحرر من الارادة وفصل الجسم عن الوعى بالمجتمع المحيط والشعور بان الاجسام خف وزنها والعيش حالة من حالات اللا وعى او حالات روحية مميزة0
وذكرت أنها عندما كانت تمارس هذه الطقوس كانت تتحمل السير على النار أكثر من ساعتين وعندما تنتهى من أداء هذه الطقوس يسيطر عليها أحساس عام بالارهاق وكأنها قد تحررت من قيود كانت تقيدها0
وقال رومن كاتسيف من قرية / نوفو بايتشاريفو/ ان اهم خاصية يتميز بها الفرد الذي يمارس طقوس السير على النار هي الايمان بغض النظر عن الدين الذي ينتمي اليه وان يكون ذو صفات حميدة في سلوكياته موضحا ان الامر يتوقف ايضا على الحالة النفسية وقدرة /النيستينارى / على التحكم فيها والتركيز للتمكن من الانتقال من حالة الاختلاط بالمجتمع الى حالة الدخول فى دائرة منعزلة نفسيا ومفصولة عن المجتمع الخارجي0