عزيزي رئيس التحرير
سعت وتسعى حكومتنا الرشيدة الى تحديث وتطوير الاجهزة الحكومية في كافة القطاعات وهذه دلالة على عزم الدولة على المضي قدما في التحديث والتطوير والقضاء على الروتين والبيروقراطية والبطالة المقنعة التي تعيشها معظم دوائرنا الحكومية وهذه العناصر مجتمعة تشكل حجر عثرة في تقدمنا ولحاقنا بركب الامم المتقدمة, وما قيام الدولة بتحديد مدة خدمة الوزراء باربع سنوات الا دليل على هذا النهج المبارك.
هنالك موضوع الاحظه في كافة قطاعاتنا الحكومية وهو تعدد وظائف الوزراء والمسئولين هنا وهناك وكأنه لا يوجد بهذا البلد المبارك الا هذه الفئة القليلة التي نجدها في الكثير من الهيئات العامة والخاصة وتنتج لنا اسلوبا اداريا مستنسخا لهذا المسئول او ذاك على كثير من القطاعات وهنالك آلاف الكفاءات لدينا التي تتمنى خدمة بلادها وقد تكون عاطلة وهي مؤهله ونحن بحاجة الى اسلوب جديد ودماء جديدة تتناغم مع التطوير والتحديث اللذين تنشدهما حكومتنا الموقرة.
الحاصل لدينا انه مجرد ما يتم تأسيس هيئة او لجنة معينة الا وتم الحاق بعض المسئولين بالوزارات المختلفة لتولي شئون هذه الهيئة او اللجنة وادارتها وهذا بلا شك سوف يرهق المسئول ويشتت افكاره ويصرفه عن التركيز والانتاج والابداع والتروي والتبصر في شئون مركزه الاساسي في الوزارة او الادارة التي يعمل لها. فهل لا يجد الوقت الكافي لمراجعة الخطط وتطوير اسلوب العمل وقيادة موظفيه ومحاسبتهم والاطلاع على التقارير ومقابلة اصحاب الحاجات وعقد الاجتماعات والعمل على تحقيق الاهداف المرسومة, وقد يكون تعدد وظائف المسئول السبب الكبير في تعطل كثير من معاملات المواطن والتي تدخل مكتب المسئول وتخيم فيه شهورا حتى يجد الوقت لتوقيعها, وقد لا يقرأ الا الخطاب المعد على المعاملة!!
ان تعدد وظائف بعض المسئولين لدينا يفرز لنا اسلوبا وطريقة مستنسخة لاسلوبه الاداري في الوزارة او الادارة التي يديرها اصلا وهذا يجعل الحمل والعبء ثقيلين على الدولة للتحديث والتطوير والقضاء على الروتين وهذا بلا شك سوف يكون عائقا صعبا. هنالك مثل عامي يتناقله الناس (مابها البلد الا هالولد) في الوقت الذي يوجد آلاف المؤهلين المتحفزين للعمل فنحن بحاجة الى دماء جديدة لكل وزارة او هيئة جديدة ولو بالعمل بنظام الساعات حتى يثبت الفرد كفاءته ويتم تقييم ابداعه وانتاجه ومقدرته على مجاراة التقدم الهائل الذي يعيشه العالم من حولنا وان يثبت بالميدان بانه اهل لهذا المركز او ذاك فهذا هو المحك للتعرف على دماء جديدة والابتعاد عن ممارسة نقل الدماء نفسها من مكان الى آخر, اقول هذا الكلام بعد ان استعرضت اسماء المسئولين في الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل فوجدتهم متخمين بالمسئوليات والوظائف وهنا اتساءل هل هذا النهج هو السبب في تعطل مشاريعنا وعدم خروجها للنور في الوقت المحدد؟
وعلى سبيل المثال الهيئة العليا للسياحة ومنذ انشائها قبل ثلاث سنوات ونحن ننتظر خروجها الى النور والنهوض بالسياحة ولكن وللاسف الشديد كل ما نسمعه هو (الرصد والتحري) عن الاماكن السياحية وهذا يرجع الى انشغال المسئولين عن الهيئة بمهام اخرى. فلو كان المسئولون في هذه الهيئات ومثلها الكثير متفرغين لاعمالهم لاختلف الحال وخرجت للنور في وقت قياسي ووفرنا آلاف الملايين التي تدفع مقابل الرصد والدراسة واللجان التي لا تنتهي وهدر الوقت الذي نحن بحاجة اليه اذا كنا نؤمن بان الوقت هو الذهب بعينه!!
دعوة صادقة ومخلصة لمن يهمه الامر بمراجعة تعدد وظائف المسئولين حتى لا يتحججون علينا بانه ليس لديهم وقت لانجاز العمل او التحديث وتطوير الاداء الذي ننشده فتلكيفهم بمسئوليات اضافية غير مسئولياتهم يؤثر على انتاجهم بالوقت الذي نحن مطالبين فيه بتوفير الجو والوقت الكافي للمسؤول للتروي في ادارته وتطويرها للقضاء على الترهل في ادارتنا الحكومية, اتمنى ان يتحقق ذلك.
سائلا الله ان يوفق الجميع.
مخلف الدهام