الصفعات التي يوجهها حزب الله في لبنان إلى الكيان الإسرائيلي، دروس لاتنسى يأخذ لها حكام تل أبيب ألف حساب، وهي تؤكد ان ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة، لأن إسرائيل لاتفهم لغة الحوار، ولا لغة السلام، لذلك تتكرر تجاوزاتها واستخفافها بالمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية والاقليمية، فلاعجب ان ترى اسرائيل في حزب الله عدوها اللدود، الذي يقض مضاجعها، ويقضي على الكثير من آمالها، رغم ما تمارسه من غطرسة تعتمد على التأييد الغربي، وتحديدا الأمريكي، الذي يتجاهل مصالح أمريكا ذاتها في سبيل نصرة الباطل في اسرائيل.
وهذه الدروس تؤكد ان سلاح المقاومة هو الخيار الوحيد امام الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولايزال يتعرض لهذه المحنة التي لم يعرف التاريخ الحديث مثيلا لها، وهي تجسد الاستهتار والعنجهية والاستكبار الذي تمثله اسرائيل ومن يقف خلفها ضد شعب يريد الحياة الحرة الكريمة في أرضه، فلا يجد غير القتل والتدمير وتجريف المزارع والمساكن والآمال والاحلام، على مرأى ومسمع من العالم الذي يكتفي بالشجب والتنديد، وهما لايقدمان شيئا أمام جبروت اسرائيل، ومن يساندها.
كل اتفاقيات الهدنة ومبادرات السلام تذهب ادراج الرياح حتى بعد ان توافق عليها اسرائيل شكليا، وهي تبيت النية لنقضها وتنفيذ مخططاتها الاستعمارية التي لم تكن لتجرؤ على تنفيذها لولا اطمئنانها الى مساندة أعوانها في الظلم والعدوان.
ودون المقاومة لن يتحقق أي نصر، ولن يقوم أي سلام، مادامت اسرائيل والسلام على غير وفاق.