وقفت أمام مرآتي، أبثها همومي، قلت لها: أشعر باليأس .. الأيام متشابهة.. تسير ببطء.. أحدق في الأفق فلا اجد إلا الفراغ والملل، العمر يجري مسرعا وأنا أنتظر.. ثلاثون عاما مرت من عمري.. وكأنها لحظات.. أسترجعها الآن فلا أجد فيها إلا الانتظار والخيبة..
جرس الهاتف يرن فجأة يقطع تفكيري وينقلني من تأملاتي الى عالم الواقع ترفع امي السماعة تتمتم بكلمات لا أسمعها وهي تبتسم، ويشع وجهها بنور الفرح، تأتي الي لتبشرني قائلة:هناك عريس سيأتي الليلة ليقابل والدك.
يدق قلبي دقات سريعة ومتتالية ويزداد الخفقان، ويصعد الدم الى رأسي، أحدث نفسي، اذا مازال الأمل موجودا، اعود لأحلامي من جديد لأرى الحياة جميلة.. وتغمرني النشوة فأتخيل بيت الزوجية والاولاد.. ويعود قلبي للخفقان بقوة ويأتي صوت أمي ليبدد السكون.. أنها تطلب مني أن أستعد..
أنظر في المرآة، اجد وجهي قد عادت اليه نضارته، تكسوه الحمرة وفي عيناي شع بريق الامل.. شعري سأتركه منسدلا على طبيعته، وسأرتدي اجمل فساتيني.. ما اجمل هذا اليوم.. لقد مر سريعا.. اقبل المساء واقبل معه الفرح، ها هو حلمي بدأ يتحقق.
يجلس أبي مع العريس في الغرفة المجاورة وأنا أترقب وأنتظر.. الوقت يمشي بطيئا.. بطيئا ما أصعب الانتظار؟ اصحو على صوت طرق الباب، ليدخل ابي ويقول بصوت حانق: أنا لا اعطي ابنتي الا لابن قبائل قادر على دفع مهرها، كلماته توجعني، تدمرني وتقتل في داخلي كل الامل لاسقط على الارض دون حراك..
سحر احمد رحمه / الدمام