قد تكون أسباب الإعاقة نتيجة لمجموعة من العوامل الوراثية ويحصل ذلك عن اضطراب في انقسام الجينات قطعة من الخيط الصبغي الذي يظهر في نواة الخلية عند انقسام تلك النواة فيؤدي إلى تكوين خلية ينقص عددها أو يزيد عن العدد المفروض حصوله مما يعطي الخلل في تشكيل الجنين. ومثال ذلك ما يعرف باسم الطفل المغولي بلاهه خلقية تصيب الطفل عند ولادته بانحراف العينيين وتسطح الجمجمة.
وربما تكون الاسباب نتيجة للاعمال الحربية ووسائلها المتعددة والمتنوعة او لحوادث طارئة او منزلية يصاب بها الفرد فتحدث عنده رضة دماغية تسبب اعاقة خاصة تابعة للمنطقة الدماغية المصابة كأن يصاب بالعمى او بالشلل مثلا او حادث يفقده جزءا من جسده فيعيش بقية حياته مقعدا او مبتورا وقد تأتي الاعاقة احيانا نتيجة اهمال وتقصير وجهل من الوالدين كأن يهمل الاهل او يتغاضوا عن الشروع بمعالجة ابنهم المصاب بمرض نفسي او عقلي منذ ظهوره حرصا على مركزهم الاجتماعي او تبريرا مستمرا لواقع مرفوض او منعا لأقاويل الناس كما يظنون ويبقى طمس الحقيقة مقبولا في بدايته لانه مخفي الى ان يستفحل المرض ويظهر للعيان بعوارض تعكس اضرارا جسيمة تصيب الفرد والآخرين, وقد تفرض الاعاقة نفسها احيانا اخرى بسبب مرض يصيب الفرد ويستعصي شفاؤه, فتزداد المشكلة كلما طال الزمن وتكبر معاناة الفرد والاسرة بقدر ما يتنامى الشعور بالوهن والقصور والاستسلام كالمصاب بمرض السكري او بالقلب او بالسرطان.
ومن الاسباب الممكنة ايضا ما يتعلق بالام الحامل كاصابتها مثلا بفقر الدم, بداء السكري, بالحصبة او تعرضها للأشعة, او للارهاق او تناولها للادوية والمهدئات او لسوء التغذية او اهمالها للاشراف الطبي اثناء فترة الحمل, ايضا الحالة النفسية التي تمر بها الحامل احيانا في فترة الحمل تترك اثارا سلبية في الجهاز العصبي الذي يؤدي بدوره الى اضطرابات في الافرازات الفردية.
ويضاف الى ذلك ما يرافق الولادة من ظروف كسوء استعمال الآلات في المستشفى او ولادة في المنزل دون اشراف صحي او على ايدي غير القابلات القانونيات ومن الاسباب التي تكمن وراء الاعاقة الصدمات الانفعالية التي يتعرض لها الشخص, وحسب حدة الصدمة وضعف البنية النفسية للفرد تتولد الاعاقة بدرجات مختلفة.
الى جانب ذلك يمكن لسوء التغذية ان يساهم بالاعاقة ولا ننسى الاعاقة الناتجة عن تلوث البيئة وبخاصة المتعلقة منها بالاشعاعات النووية كما لا يمكننا تجاهل الآثار السلبية الناتجة عن زواج الاقرباء يمكن الاشارة ايضا الى الآثار السلبية المتأتية عن اهمال تلقيح الاطفال وتحصينهم ضد العديد من الاصابات في الاوقات المحددة وعن سوء التعامل مع الارشادات الطبية في حينها. وعلى العموم فانه لا توجد فروق جوهرية بين المعوقين وسواهم من غير المعوقين في جوهر الشخصية عندما تتساوى لديهم العوامل والظروف فالاعمى مثلا فرد عادي لكنه لا يرى وهكذا الاصم والمشلول والمبتور كلهم اشخاص عاديون لكن كل واحد منهم عاجز في ناحية بينما سائر النواحي سليمة وطبيعية, والفروق الموجودة هي نتيجة لعوامل بيئية اكثر مما تتعلق بالعاهة او العائق مثل الاتجاهات الاجتماعية نحو الشواذ وذوي العاهات والمعوقين واعتبارهم متخلفين او عجزه, كذلك فان الاتجاهات الاجتماعية تؤثر في مفهوم الذات لدى افراد هذه الفئات مما يؤثر بالتالي في سلوكهم وتوافقهم وصحتهم النفسية. اعداد: فاطمة الخماس
عن كتاب: معاقون لكن عظماء