أخبار متعلقة
مناصب الصحفيين
@ يقال ان الصحفي السعودي يحصل على امتيازات كثيرة، وهو لا يتعفف عن قبول الهدايا والشيكات.. من واقعك العملي هل توافق على ان تكون الصحافة وسيلة إثراء؟
- صعب جدا ان تعمم على الصحفي السعودي هذا الاتجاه، وان كنت معك ان هناك صحفيين (أثروا) من مناصبهم، ثراء كبيرا، وهذا ليس تعميما.. لكن أيضا هناك صحفيين (عفاف)، لا يمكن ان يحرقوا مراكبهم مع نفوسهم.. وهؤلاء هم الذين يؤمنون برسالتهم التي يعملون من أجلها.. أما عن حماية الامتيازات التي يحصل عليها.. فهل لك ان تدلني عليها..؟
@ بصراحة هل أنت من الصحفيين (العفاف)؟
- يقولون.. مادح نفسه كذاب.. ولكن أنا على ثقة ان هناك زملاء (عفاف)، أيديهم ناصعة.
أنا بريء
@ الذين يعرفونك يقولون انك عاشق للمقالب البيضاء مع زملائك الصحفيين وأصدقائك، هل هذه طبيعة في داخلك.. أم انك تتلذذ بالمفاجأة على وجوه الآخرين؟
- لاتصدق ما يقولونه.. فأنا بريء من هذه التهمة، وعليك أن تسأل زميلنا محمد الوعيل.. فهو يخبرك بالواقع، ولكن اياك أن تسأل حبيبنا محمد دياب.. أو أستاذنا محمد صلاح الدين.
حريف مقالب
@ في السؤال السابق ذكرنا (المقالب).. يمتاز العمل الاعلامي والأدبي بوجود عدد ممن يجيدونها.. هل تعطينا فكرة عن هؤلاء؟ وهل تشكلون شلة اصدقاء او زملاء؟
- لا أظن أن هناك (شلة) لصناعة المقالب، فالذي أفهمه أن المقلب، لكي يكون ظريفا ومقبولا لابد أن يكون عفو الخاطر، بلا إعداد مسبق له، والا فقد عفويته، لا أعرف ان هناك شلة بذاتها، ولا يمكن ان يكون ذلك، لكن يمكن ان يكون في كل شلة (حريف) مقالب.
خطوط حمراء
@ يقول الزميل محمد عبدالواحد انك أحد الصحفيين والكتاب القلائل في المملكة الذين لا يعرفون الخطوط الحمراء.. هل عانيت مشاكل مع المسؤولين بسببها؟
- لا أعرف بالضبط ما المقصود بالخطوط الحمراء، إذا كان فيما اجيزه من مواد النشر ـ كمسؤول في صحيفة ـ فأنا لدي قناعة بأن هناك بعض النقاط التي لا يجب تجاوزها.
اولا: ممنوع كل ما فيه مساس بالدين الاسلامي الحنيف، من قريب أو من بعيد.
ثانيا: أي مساس برموز البلاد.
ثالثا: أي اقتراب من أخلاق المجتمع، كنشر ما يخل بهذه الاخلاق.
رابعا: أي شيء فيه اخلال بأمن المجتمع، كأن يتعرض لتشكيلات هذا المجتمع، بكل أطيافه القبلية.
وغير ذلك مسموح.. ولكن في أدب، وبلا ايذاء. أما ككاتب فأنا اكتب منذ أكثر منذ 30 عاما، ولم يسبق لي ان تعرضت لأية مساءلة.
لست استعراضياً
@ قلت انك تكتب منذ 30 عاما، ولم يسبق لك ان تعرضت لأي مساءلة.. هل تعتقد ان هذه ميزة؟
- هناك بعض (الاستعراضيين) الذين يفخرون بانهم دائمو المساءلة، والذي أؤمن به انه ليس هناك موضوع لا يمكن تناوله، فقط يتوقف هذا على قدرة الكاتب، كيف سيقوله.
ألم تقرأ تلك الحكاية التي تقول:
كان هناك رجل شاهد في المنام ان احدى اسنانه قد سقطت، فذهب لأحدهم لكي يفسر له (الحلم)، فقال له: سوف تموت (فكاد يقتله)، وذهب إلى آخر، فقال له: سوف تكون آخر أهلك موتاً، هذا هو الفرق يا عزيزي.
المرونة مرفوضة هنا
@ لقد حددت 4 نقاط لا يجب تجاوزها.. ولكن الا تعتقد ان هناك مرونة في التعامل معها، أو الاجتهادات فيها؟
- لا .. لا يجوز، فالدين هو العقيدة التي نفديها بأرواحنا، كيف نسمح لأحد ان يجدف عليها، رموز البلاد وأخلاقيات المجتمع، كيف تسمح ان ينشر لديك ما يخدش الحياء؟ ويضرب في أخلاق المجتمع؟ كيف تستطيع ان تدخل مطبوعة إلى منزلك وفيها من الأدب المكشوف ما فيها؟ وكيف تسمح ان يتناول أحدهم من أطياف المجتمع وتشكيلته القبلية، لأنك تهدم بذلك قواعده.. كيف هذا؟ ان هذا عبث خطير، لا أسمح به أبداً، فلا اجتهاد أمام هذه النصوص، ألم يقل الفقهاء وأهل القانون لا اجتهاد أمام النص؟ انا عندي هذه نصوص في سلامة المجتمع.
سباحة دون مياه
@ هذه المسافة الزمنية في (البلاد) ماذا أعطتك؟ وكيف تقيم التجربة؟
- أعطتني كيفية مواجهة الصعاب في العمل. وكيف يستطيع الانسان ان يسبح رغم خلو المسبح من المياه.
رؤساء تحرير غرقوا
@ عاصرت عددا من رؤساء التحرير في (البلاد).. هل نعرف أسباب تعاقب رؤساء التحرير، وتركهم لـ (البلاد)؟ هل هناك مشاكل حقيقية؟
- لكل واحد منهم ظروفه، التي أحاطت به، ولم تمكنه من الصمود، وبعضهم غرق في مشاكل شد وجذب بين الشركاء، ومنهم من ترك بحثا عن فرصة أحسن، بالقطع هناك مشاكل، لكن لست أنا الذي يتحدث عنها، بل هم قادرون على الحديث عنها، فاسألوهم، فكلهم أحياء.
أما أنا فإن لدي كتابا عن الذين عملت معهم في الصحافة، سواء كانوا في جريدة (المدينة المنورة)، التي قضيت فيها أكثر من 20 عاما، أو (البلاد) مؤخراً، وهو كتاب غني بالذكريات المرة والحلوة، ومشحون بالمواقف الطريفة، التي حدثت من بعض من أوقعهم حظهم كمسؤولين في هذه المهنة (اللئيمة)، لمن يجهل خفاياها.
أمراض مستعصية
@ سنين طويلة وأنت تعمل في الصحافة.. ما أمراضها المستعصية، سواء المهنية أو الإدارية؟ وما أسبابها؟
- قلت لك ان كتابي المخطوط فيه تفاصيل ما تود أن تعرفه.. وإن كنت أقول لك الآن ان عدم وجود صحفيين حقيقيين أو بعض الذين أتوها في غفلة، هذا أحد أسباب أمراضها الآن.
فطور خالي متروك
@ تحدثت عن كتابك المخطوط.. هل تحدثنا عن أبرز 5 مواقف في كتابك؟
- سوف أحرق الكتاب بذلك.. لكن سوف أذكر لك واحدة منها: ذات مرة، قبل سنوات، دعوت بعض الزملاء والأصدقاء، وقلت لهم ان الدعوة لن تكون في منزلنا، ولكن في منزل (خالي متروك)، الذي يقع خلف المجمع الحكومي، وكان الوقت (رمضان)، وكان هناك بالفعل يوجد منزل خالي متروك، ولديه بعض أصحابه.. فذهب الزملاء إلى هناك وقت الإفطار، فوجدوا منزلاً خالياً، ليس فيه أحد.
هيمنة رؤساء التحرير
@ هيئة الصحفيين التي تم إشهارها مؤخرا.. ماذا يمكن ان تقدمه للأسرة الصحفية السعودية؟ وهل باعتقادك أنها قادرة على حماية الصحفي في مؤسساته، خصوصا ان رؤساء التحرير هم التنفيذيون في هيئة الصحفيين؟
- هذا هو الفهم المغلوط الذي لصق بأفكار البعض من الزملاء، من ان رؤساء التحرير هم التنفيذيون، وهم الذين سوف يتحكمون في عمل الهيئة.. هذا غير صحيح، رؤساء التحرير تنتهي مهمتهم عند بداية انعقاد الجمعية العمومية.. فهذه اللجنة التأسيسية المشكلة من رؤساء التحرير تقوم بالإعداد لعقد الجمعية، التي تعمل على انتخاب مجلس إدارة.. إذا رؤساء التحرير لن يكون لهم نفوذ.. فالجمعية العمومية هي التي تختار، هذا أولا، ثانيا ان وجود هيئة أو كيان للصحفيين له فوائد عديدة جدا، فبالعودة إلى نظامها ولائحتها الداخلية سوف تعرف أهميتها.
الكلام لصندوق الانتخاب
@ ذكرت ان رؤساء التحرير لن يكون لهم نفوذ في هيئة الصحفيين، ولكن رؤساء التحرير قد يشكلون مجلس الإدارة المنتخب، وسوف تستمر هيمنتهم.
- لحظتها سيكون المخطئ هم الذين انتخبوهم من الصحفيين، ومن لهم أحقية الانتخاب.
الناخب هو الذي يقرر إبعادهم عن طريق الصناديق، أو الاتيان بهم، ليتسلطوا عليه.. الكلام لصندوق الانتخاب.
@ بماذا تفسرون عزوف الصحفيين عن التسجيل في الجمعية رغم مطالبتهم بها؟
- هناك أكثر من سبب، منهم من يرى ان رسم الاشتراك كبير.. ومنهم من تعود على اللامبالاة، لكن صدقني ان الذي لا يبادر الآن سوف يندم على ذلك مستقبلا.
جيل مبعثر
@ انتم جيل وسيط بين القديم والحديث.. ومن زملائك عبدالله جفري، علي مدهش، محمد عبدالواحد، محمد الفايدي، وغيرهم.. إذا نظرنا لهذه الشلة نجد بعضهم قد وفق في مستقبله المادي، وبعضهم لم يتقدم.. لماذا أنتم جيل هكذا (مبعثر في حظوظه)؟
- من قال لك إن من بين هؤلاء من وفق في مستقبله المادي فقد خدعك تماما.. فليس هناك واحد من هؤلاء لديه نصف ما تعتقده.. هذا أولا.. ثانيا من استعرضت أسماءهم وأنا لم نعمل سويا، كانوا هم في (عكاظ) على أيام رئاسة الخياط لها.. وكنت في المدينة، أيام رئاسة تحرير الاستاذ عثمان حافظ لها، وكان من زملائي فيها هاشم عبده هاشم، أحمد محمد محمود، سباعي عثمان، علي خالد الغامدي، علي الشدي، واستاذنا محمد صلاح الدين، ذلك العصر الذهبي.
هذا ما استفدته
@ زاملت عددا من رؤساء التحرير.. كيف ترى استمرار علاقتك بهم إلى الآن؟ وماذا استفدت منهم في المشوار الصحفي؟
- لقد استفدت من بعضهم دقة النظر، وحسن المعاملة، ومعرفة كيفية صنع الاصدقاء، وصنع المصادر، وتعلمت من بعضهم كيف يؤدي سوء السلوك بصاحبه، فتجنبته، وكيف يكون الكذب مهلكة، فأتحاشاه، الانسان لابد ان يتعلم من الطيب، فيأخذه نهجا، ومن السيئ، فيبتعد عنه.
أقسام وكليات الإعلام
@ ماذا ينقص أقسام وكليات الإعلام المحلية، لتخرج صحفيين جيدين؟ وإذا كانت بلا جدوى فلماذا لا يغلقونها أو يساهموا مع إدارات مؤسسات الصحف في تحديثها، وتوفير الإمكانيات لتخريج صحفيين قادرين؟
- عليك ان تعرف ان الصحفي الحق لا تخرجه أكبر كلية صحفية، هذه الكليات يمكن ان تخرج موظفا يحمل أعلى الشهادات، لكن صحفيا فلا.. هذه موهبة لا تدرس، ولكنها تنبت في الإنسان، اعتقد ان الصحفي الوحيد لدينا الذي اجتمعت فيه الموهبة والدراسة هو محمد علي حافظ، البقية يمكن ان يكونوا كتابا جيدين.
انظر إلى صحافة العالم العربي، مصطفى أمين ـ مثلا ـ خريج حقوق، محمد حسنين هيكل خريج دبلوم تجارة. كليات الاعلام تخرج موظفين في العلاقات العامة، لكن صحفيين فلا.
غير صحيح
@ تتهمك عدد من الكاتبات والصحفيات انك وقفت في طريقهن.. ما السبب؟ ولماذا وضع الصحفيات السعوديات سيئ جدا؟
- غير صحيح.
@ ما الطرق التي يجب اتباعها لتفعيل مشاركة المرأة في الصحافة المحلية؟
- إعطاؤها المزيد من فرص التدريب والتجريب والثقة، وندعها تعمل بلا ضغوط عليها، هناك صحفيات يبززن كثيرا من الصحفيين، على الاقل في الالتزام بما يطلب منهن.
@ وما ردك على الصحفيات اللاتي يطالبن بالمساواة مع الصحفي؟ وكيف يتم؟
- حكاية المساواة (عجيبة)، وهي دعوة تطلق ليس عندنا فقط، ونحن حديثو تجربة، بل تقال في دول لها تجربة متقدمة.. ويبدو أن هذه المطالب سوف تظل إلى ما لا نهاية.
دكتاتورية رؤساء التحرير
@ برأيك لماذا تعتمد الصحافة السعودية على المتعاونين، أكثر من الرسميين؟ وهل الهيئة كفيلة بحل هذه المشكلة؟
- السبب واضح جدا، لقد شاع في وقت مبكر أن العمل في المجال الصحفي غير مضمون العواقب، وان الصحفي تحت مطرقة رئيس التحرير، الذي قد يتخلص منه في أية لحظة، وهذا صحيح لحد (ما)، لكن لا يمكن أن يكون هناك صحفي موهوب وجاد في عمله، لا يغيب عن مسؤولياته، حاضر في كل وقت، ويفرط فيه رئيس التحرير أبداّ، والا أصبح كمن يقلع عينيه بأصبعه. ايضا صحيح أنه في فترة ماضية ابتليت بعض الصحف برؤساء تحرير ليس لهم علاقة بالعمل الصحفي، مارسوا هذه (الدكتاتورية)، إلا ان هذا غير موجود الآن.. الهيئة عند قيامها سوف تكرس هذا إن شاء الله، لأنها في صف الصحفي بلاشك.
سباعي عثمان
محمد صلاح الدين