قديما كانت الموضوعات السياسية و الدينية من الموضوعات التي كان الامريكيون يتجنبون تماما الخوض فيها . اما اليوم فقد اثبتت بعض الابحاث و الدراسات ان اكثر من 100 مليون امريكي يتناقشون في موضوعات سياسية مع اصدقائهم و اقاربهم و ما يقرب من 90 مليونا يتطرقون الى موضوعات دينية و روحانية .اصبح جليا اليوم ان الموضوعات السياسية والدينية من الموضوعات التي تلهب حماس الامريكيين و تجتذبهم للجدل فيها . و اثبتت دراسة على مستوى الولايات المتحدة كلها تم نشرها الاسبوع الماضي ان العقيدة تلعب دورا هاما في الافكار و المعتقدات السياسية لدى الجماهير و قد لوحظ ان هذا الدور الهام الذي تحتله المعتقدات الدينية اخذ في الازدياد في تأثيرها على الحياة السياسية . و يمكن التعرف على الاتجاهات الدينية بسهوله . فعلى سبيل المثال قام مركز ابحاث (بيو) بدراسة مسحية على الجمهور الامريكي لدراسة قضايا مثل زواج الشذوذ و السياسة الامريكية في الشرق الاوسط . و تم اجراء الدراسة على 2000 من الشباب في الفترة بين 24 يونيو و 8 يوليو .واثبتت الدراسة ان نسبة الرفض للزواج من الشواذ تقل في الولايات المتحدة من 65 % عام 1996 لتصل اليوم الى 53 % . و قد تقلصت المعارضة في جميع قطاعات المجتمع الامريكي بنسبة تتراوح من 10 الى 20 % , الا ان مجموعة المسيحيين البروتستانت( معارضون بنسبة 83%) و مجموعة الامريكيين ذوي الاصول الافريقية ( 64% ) لم تتغير آراؤهم . و يرتبط التأييد القوي لاسرائيل في الازمة الاسرائيلية - الفلسطينية بشكل كبير بالاهتمامات و الاتجاهات الدينية و العقائدية . حتى ان 44% من الامريكيين يؤمنون بأن وعد الرب بالارض التي اصبحت اليوم دولة اسرائيل الى الشعب اليهودي . و يؤمن 36% ان دولة اسرائيل ما هي الا تمهيد لتحقق نبوءة الكتاب المقدس باعادة بعث المسيحو قد اهتمت الدراسة بالدور الذي تلعبه العقيدة في الحياة السياسية من خلال استخدام الخطاب الديني في حملات الانتخابات الرئاسية . و خلصت الدراسة الى ان الامريكيين يشعرون بالارتياح تجاه المسئوليين المتدينين( و الرئيس بوش ابرز مثال على ذلك ). و قال 62 % ان المسئولين يصنعون توازنا محسوبا لمدى الاعتماد على الخطاب الديني و قال 58% انهم يستخدمون الخطاب الديني بصورة عشوائية . و عندما تم سؤال المبحوثين عموما عن استخدام السياسيين للمصطلحات الدينية قال 41% انهم يستخدونها اقل مما ينبغى في حين رأى 21% انهم يستخدمونها اكثر من اللازم . و من الواضح ان امريكا اجتازت ذلك العصر الذي كان يعتبر العقيدة شأنا خاصا . فاليوم يرى معظم الناس هذا الموضوع خاصا بحديث السياسيين عن انفسهم و تحديد ما هو مهم لهم . ان الجماهير اليوم لديها اتجاه قوي حول تحديد هوياتهم و معتقداتهم .و يعترف الامريكيون ان تدين المرشح للانتخابات قد يؤثر على فرصة تصويتهم له 64% قالوا ان هذا قد يجعهلم يصوتون ضد مرشح حزبهم. و اظهر 52% تحفظات حول التصويت لمرشح غير متدين .
و قال 38% انهم قد يعارضون التصويت لصالح مرشح مسلم .و اظهرت دراسة اجراها مركز (بيو) للدراسات و البحوث في مارس الماضي ان الاتجاهات في الكثير من الامم الاسلامية تأخذ شكل المعارضة او عدم التأييد للولايات المتحدة . و اظهرت ايضا الدراسة الحالية في الولايات المتحدة تدهورا لانطباعات الامريكيين عن الاسلام .في مارس 2002 , أي بعد عام و نصف العام من احداث 11 سبتمبر , راى 25% ان الاسلام - اكثر من أي دين آخر - يحث على العنف . اليوم44% من الامريكيين يؤمنون بهذا . و مازالت النظرة تجاه المسلميين الامريكيين لم تتغير , 51% من الامريكيين ينظرون لهم نظرة ايجابية و 24 % غير مؤيدين لهم .
ومازال المسلمون الامريكيون يشعرون بالقلق و بوجه خاص من هؤلاء الذين ينظرون اليهم نظرة سلبية . في مطلع هذا الشهر قدمت مجموعة حقوق انسان اسلامية بالاشتراك مع مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية تقريرهما السنوي حول الاحداث المناهضة للمسلمين في الولايات المتحدة. و بناء على تقرير المجلس فإن احداث العنف و العنصرية و المضايقات زادت بنسبة 15% عام 2002 من 525 الى 602 حادثة .
** كريستيان بابنس موينتور
