في العالم الثالث حيث يرتمي جل النظم العربية والاسلامية - ولله الحمد - عندنا أزمات في برامج تنمية البني آدمين والمؤسسات الكبرى في المجتمع.. وطبيعي جدا ان فوضوية الشعوب والحكومات وكرههم المقيت لأي شيء اسمه نظام او بحوث ودراسات وتخطيط وتفكير منظم.. وطبيعي في حالة الفلتان هذا ان لا يشذ الاعلام كمؤسسات اجتماعية تعتبر سلطة رابعة في العالم المتمدن, اقول من الطبيعي ان لا يكون العامل الاعلامي سواء في اجهزة الحكومات الداخلية والخارجية وفي اعلى مواقع صناعة القرار الوطني وفي الحياة العامة أي فاعلية او ادوار منتجة سواء داخل الحدود او خارجها.. ولا تدري لماذا يفشل الكثير من البرامج والخطط الحكومية الموجهة لتنمية الافراد والمؤسسات ونظم العمل في العالم النائم هذا.. وعلى الارجح.. لربما لعب فتغير الجهل هنا دورا خفيا في ازماتنا المجتمعية اليوم بدءا من السياسة والاقتصاد ونهاية بالمؤسسات التي توجه عمليات التنشئية الاجتماعية كالتربية والتعليم والاعلام والثقافة العقدية والفكرية.. فالاعلام على سبيل المثال كواحد من اخطر الادوات في مجتمعات اليوم يعاني من ازمة فقهية او بالأصح فلسفة واساليب الرؤية والتعاطي مع دور ووظيفة الاعلام.. وبطبيعة الحال لا فارق يكاد يذكر فيما بين مؤسسات الاعلام الحكومية او تلك التجارية في التعاطي البليد مع الواقع الاجتماعي الحقيقي للمجتمع بكل الابعاد.
مسألة الفقه الاعلامي هنا اعني فيها مفهوم Spin - docrors الفتوى الاحترافية والرائج في القرب في مجالات العلاقات العامة والصحافة والصور الذهنية للمؤسسات والشخصيات السياسية.. وقناعتي اننا بحاجة للنظر اولا للاعلام كعمل مؤسسي منتج لا مجرد وظيفة, وهو ما يعني اعادة النظر في ذلك من منطلق احتياجات النمو الطبيعية للمجتمعات لا من وجهة نظر النخبة السياسية او الاقتصادية مثلما هو حال دول العالم الثالث. يكفي ان نعرف انه منذ 11 سبتمبر والحملة على المجتمعات الاسلامية لم تفكر اي دولة في الدعوة لمشروع جماعي مقاوم للصور المشوهة عن الاسلام والمسلمين والذين اختزلوا في منفذي هجمات نيويورك وواشنطن.. وغدا اكمل.