عشش في عقولنا ارستقراطيات فكرية تلقي بظلالها على اسلوبنا في ملامستنا لواقع الحياة، فهل نحن اجتماعيا مجبولون او مهيئون او هكذا اعتدنا ان نكون في مجتمع يبحث عن وضعه ويعتبره هوا قصى ما يحققه وينشده ربما تكون المسألة في عمقها هي اكثر من ذلك. فنحن في مجتمعنا نولي الاهمية الكبرى للمركز الاجتماعي والوظيفي والمالي والاقتصادي كيفما اتفق، وهذا مهم ولكن الاهم هو ان احدا منا سأل نفسه او تساءل حول ما يمكن ان يقدم له هذا المركز الاجتماعي او الوظيفي او العلمي؟ وماذا قدم هو لهذا المركز؟! قد يقول البعض سوف اكسب المال والعيش المحترم لأسرتي. هذا منطقي ولكن الاكثر منطقية وحتمية هو ماذا بعد المال؟ المال وسيلة ولكن ما الذي نريد تحقيقه يكون هدفا يملأ حياتنا ودونه سوف تكون مفرغة من محتواها؟ وسؤال وأسئلة مهمة تطرح نفسها على خريطة الحياة. كيف نحل مشاكلنا الحياتية؟ وكيف نتعاطى مع قضايانا المصيرية؟ وكيف نصنع الحياة كبشر مسؤولين وهل نحن حريصون بالقدر ذاته من حرصنا على المستوى الاجتماعي والمركز الوظيفي حريصون على مستوى الابداع وما يمكن ان نضيفه لهذا الموقع وما يمكن ان يضيفه لنا ذلك المركز على امتداد أجيالنا التي عاشت وتعيش لم نكن نعتقد ان هناك شيئا يمكن ان يستحق الاهتمام والعناء بعد مما نستهلكه ونجتره. سؤال آخر: هل نحن موجودون بقدر ما نستهلك او بقدر ما ننتج، وبقدر تفاعلنا في الحياة وتفعيلنا لها ام بقدر أرستقراطيتنا؟