DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تشخيص العيب الحقيقي

تشخيص العيب الحقيقي

تشخيص العيب الحقيقي
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير ينظر الواحد منا رجلا كان أو امرأة في المرآة يوميا قبل خروجه من المنزل ويتملى هندامه جيدا ويتفحص هيئته وقسمات وجهه وبشرته كل التفحص وما أن يلاحظ أي ملاحظة من الملاحظات غير المرضية في تسريحة شعره أو في ملابسه أو وجهه إلا ويهتم بذلك ويغتم ولا يرتاح نفسيا حتى يزيلها أو يعالجها بينما يخرج من منزله بعد أن عبس في وجه زوجته وعنف أحد أولاده متناسيا ما ينبغي أن يقوله حين ينظر في المرآة من وصايا رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ومنها: (اللهم كما حسَّنت خَلقي فحسن خُلقي).. فيا ليتنا كما نرى وجوهنا وملابسنا في المرآة يوميا نرى نفوسنا كذلك ونحرص على طمس عيوبها وإزالة أدرانها كما نحرص على طمس عيوبنا الشكلية التي لا تؤخر ولاتقدم في حياتنا شيئا وياليتنا نعالج أدواءنا النفسية ونصفي قلوبنا من الحقد والحسد والبغض ونوازع الشر وإيقاع الخصومات بين الناس والمشي بالنميمة والغيبة وغيرها من الأدواء التي تشوه شخصياتنا وتحط من مستواها وتنفر الناس منها اذ مهما تزينا وتأنقنا مع هذه الحال لن يضفي ذلك أي جمال علينا مصداقا لقول الشاعر: ==1== ليس الجمال بأثواب تزيننا==0== ==0==إن الجمال جمال العلم والأدب كن ابن من شئت واكتسب أدبا==0== ==0==يغنيك محموده دوما عن النسب==2== ومنا أيضا من يحرص على تغذية جسمه بكل ما يراه من الأطعمة والمأكولات الشهية حرصا يصل الى حد الشراهة حتى يبلغ وزنه رقما قياسيا ولايكاد يفرط في وجبة واحدة من الوجبات اليومية الثلاث واذا ما فاتته لسبب أو لآخر تصور حاله وكأنه سيموت بينما لا يولي عقله وفكره نفس الاهتمام الغذائي من الثقافة والحرص على صقله وتنضيجه وتنويره بنور العلم والمعرفة لأنه يهزل كما يهزل الجسم في حالة اهماله فيا ليت من يتصف بذلك السلوك يتذكر قول الشاعر: يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته وأنت بالنفس لا بالجسم انسان وقول الشاعر الآخر: ==1== صلاح أمرك للأخلاق مرجعه==0== ==0==فقوم النفس بالأخلاق تستقم==2== الدعوة الكاذبة أعجب من رجل يدعوني لزيارته كلما قابلني وحين أتصل به هاتفيا وأبدي رغبتي في زيارته أو أفاجئه بها يعتذر عن استقبالي لظرف ما دون أن يحدد موعدا مناسبا لظروفه وحين أدعوه لزيارتي يتعلل بالمشاغل اليومية ولما أزوره في مكتبه أجده مشغولا ولا يبادلني سوى التحيات ولا أدري في الحقيقة ما السبب في ترداده لدعوتي في كل مرة يراني فيها هل هي مجرد عادة درج عليها لسانه كلما يرى فيها أحدا من معارفه ولا يستطيع أن يتركها كغيرها من العادات والطباع التي تأصلت في شخصيته؟ أم هي مجاملة لكي لا يتهم من أحد بعدم الأدب؟ أم مجرد تقليد ومجاراة للآخرين الذين يدعونه لزيارتهم؟ ولا أزال أجهل السبب الحقيقي لهذا السلوك المحير. عبداللطيف الوحيمد ـ الاحساء