حينما نقارن بين ما يحدث في سوق العقار (تحديداً المساهمات العقارية) بالمنطقة الشرقية، وبين ما تشهده الشركات المساهمة الأخرى نجد أن الفارق الوحيد المهم هو الشفافية .
إن ما يقوم به أصحاب المساهمات في المنطقة الشرقية، سواء ملاكا أو مساهمين يندرج تحت مظلة العرف وهذا لا ضير فيه ما دام المساهمون على علم ودراية بأن حقوقهم في أيد أمينة وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن هناك محاسبين قانونيين وراء تلك المساهمات وهذا يعطي انطباعا إيجابيا ما للمراقب (وزارة التجارة) والمستهلك النهائي أثناء المزايدة. وفتح سجلاتهم أمام الجهات الحكومية عملاً بالقاعدة (الشفافية مطلب شعبي) أي لم يعد هناك شيء مخفي لمن أراد أن يطمئن . ومن خلال متابعتي لمعظم المساهمات بالمنطقة وعلى مدى السنتين الماضيتين تم (14) مزاداً خلال العام الماضي تحديداً و (15) مساهمة تم المزاد عليها في العام الحالي في الخبر والدمام والجبيل وهو الأعلى مقارنة بالأعوام الماضية، تبين بالدليل القاطع نظامية المساهمات لا من حيث مساحة المساهمة الكلية ومساحة القطع الفردية بعد خصم الخدمات البلدية ولا من حيث عدد الأسهم وقيمة الإصدار وعند التداول، كما أن وجود محاسب قانوني ومراقب مالي معتمد يعزز مصداقية القائمين على تلك المساهمات .
من نافلة القول أن نذكرهنا أمرا يثلج الصدر حقا، ألا وهو أن تنظيم المساهمات بالمنطقة قد تفوق على مثيلاته في المناطق الأخرى وهذه شهادة سمعتها من أكثر من (مساهم) سواء رجل عقار متمرس أو مساهم عادي من خارج المنطقة، وهذا دليل آخر على تفوق الوسط العقاري بالمنطقة الشرقية واستقطابهم إخوانهم من الرياض وجدة وحتى خارج الحدود من دول مجلس التعاون. وما تمخضت عنه آخر مساهمة في المنطقة مسجلة أرباحاً (130%) إلا دليل على صدق مما أقول . ألا يستحق أولئك المساهمون والعاملون معهم والمتعاملون بالأسهم في الطرف الآخر ألا يستحق هؤلاء التشجيع والمباركة ؟ في المقابل اعتقد لو أن البنوك المحلية وهي شركات مساهمة دخلت في مثل تلك المساهمات فلن تصل لمثل هذا السقف !! نظراً للنمط الذي اعتادت عليه وأقنعت بل (أجبرت) عملاءها وعلى مدى السنوات الماضية بأن أرباح المساهمين يجب أن توزع بـ (القطارة) كي يتجه المساهم الصغير إلى (موظفي الأموال) مرة أخرى ويدخل في المحظور . قال طالب يوماً لزميله في الجامعة هل تصدق أن البنك خصم من حسابي (15) ريالاً ؟ .. فلما سأله زميله عن السبب رد قائلاً : لأن حسابي تحت (5000) ريال !! والسؤال الذي يفرض نفسه الآن ما الخدمة التي يقدمها البنك لهذا الطالب ؟ مع أن مكافآته الشهرية لا تتجاوز (1000) ر يال وغالباً ما تصله بعد شهري تأخير، أين حساب (المستقبل) ؟ وحساب (الأجيال) ؟ وو .. الحديث عن البنوك يطول شفافية متناهية لكنها بالمقابل ضبابية متنامية .. ويوما عن يوم يزيد (الإمساك) و(القبض) بيد من حديد على البذل .. والعطاء لأهل الوطن .