أكد العميد الركن الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة ببيروت في دراسة حديثة اعدها مؤخراً تحت عنوان "المجتمع العربي ونظام التعليم الالكتروني" ان واقع التعليم في البلاد العربية اصبح دون المستوى المرغوب حيث يتزايد الطلب على المقاعد الجامعية وستطلب المرحلة المقبلة توفير 340 الف استاذ جامعي على اساس: استاذ واحد لكل ثمانية عشر طالباً وان النفقات اللازمة لتعليم الكبار والذين فاتتهم فرصة التعليم العالي ولتعليم جميع الافراد من الاجيال القادمة من خريجي المرحلة الثانوية ستكون كما كانت في جميع بلاد العالم فوق طاقات البلاد العربية المالية والاقتصادية وفوق طاقتها البشرية ايضاً وبدون تفعيل عملية التعليم عن بعد ستعجز الدول العربية عن توفير فرص التعليم العالي للملايين من المؤهلين والذين سيؤهلون له وتهدر بالتالي جزءاً كبيراً من ثرواتها البشرية كما ان لنظام التعليم عن بعد القدرة على الاسهام في تحسين نوعية التعليم في البلاد العربية بالاستفادة بما حققه العالم المتحضر في هذا المجال.
كما ان ازدحام معظم الجامعات العربية بالطلبة بشكل يؤثر على المستوى التعليمي فيها وعن حاجة وطننا العربي لبناء عشرات الجامعات الجديدة وتوفير حوالي 200.000 كادر جامعي للتدريس في الجامعات العربية الموجودة وذلك لاستيعاب 6 ملايين طالب جامعي عربي ابتداء من بداية القرن الحالي.
وعن حجم المشكلة التعليمية في الوطن العربي قال انه وفقاً للدراسات التي قامت بها منظمة اليونسكو نتج عنها ان الطلب على مقاعد التعليم العالي ارتفع عام 2000 إلى خمسة اضعاف مما كان عليه فقد ارتفع هذا الطلب من 103 ملايين طالب عام 1980 إلى 6.2 مليون طالب عام 2000 وبينت الدراسة إلى ان عدد الاساتذة المطلوبين للتعليم العالي عام 2000 وصل إلى 344 الف استاذ حيث كانت نسبة الاساتذة للطلبة واحد إلى 18 طالباً وهذه نسبة عالية جداً اذا تم مقارنتها بالدول المتقدمة. مشيراً إلى ان مجموع التكاليف السنوية للتعليم العالي في البلاد العربية ارتفع من 1.2 مليار دولار إلى 5.2 مليار دولار عام 2000 كما فرضت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وضعاً جديداً في العالم وترك الالاف من الطلاب العرب بامريكا عائدين إلى بلادهم نتيجة لهذا الوضع بينما وضعت قيود قاسية على الطلاب الراغبين بمتابعة تعليمهم العالي في الجامعات الامريكية.