اليوم والعراق بين فكي كماشة بين صدام وعصابته بفلولها المندحرة التي مازالت ترعب الناس وتزعزع أمنهم بما تقوم به من سلب ونهب وتدمير والخ.. وبين قوات الاحتلال التي تبقي العراق والعراقيين رهنا لمشيئتها بتعزيزها لمعاناتهم وحيلولتها دون استقرارهم واقامتهم حكومتهم ودولتهم الديمقراطية التي وعدوهم بها.
العراق في هذا الوضع اليوم بحاجة لأخوته العرب لاحتضانه ودعم خياراته وقراراته, نعم الوضع في فلسطين مهم وخطير ولكن الوضع في العراق لا يقل خطورة ولا أهمية كما كنا دائما يجب ان نكون, ومثلما وقفنا الى جانب الشعب الفلسطيني ولم نتركه وحيدا ووقفنا الى جانب الجزائر ومصر ولبنان وسوريا عندما واجه اخوة لنا تحديا لشرفهم وقيمهم وكرامتهم كشعوب عربية اليوم علينا ان نقف الى جانب العراق لأنه يواجه ذات التحدي ولو بأقل المواقف.
فلا أكثر من ممارسة ضغط سياسي من قبل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي عموما والدول العربية اما عبر الاتحاد الاوروبي او مع امريكا وبريطانيا لاعمار العراق والمشاركة فيه وتوفير الاعمال للعراقيين وارسال قوات حفظ سلام عربية او اجنبية كيفما اتفق لضبط الأمن والتسريع في اعادة الخدمات الأساسية, كذلك الضغط باتجاه ضرورة ترك الشعب العراقي يدير نفسه وثرواته.
ان هذا الصمت والتجاهل ازاء العراق ومحنة العراق منذ كان ذلك المجرم الجزار يبيد الشعب بهدوء على مرأى ومسمع العالم بكل ما تنطق به هذه المقابر الجماعية التي لم يشهد العالم لها مثيلا حتى في جمهوريات الاتحاد السوفيتي او الدول التابعة لمعسكره وحتى الآن وما تقوم به أمريكا من تلاعب بمصيره وبمقدراته, ليس له أي مبرر الا تنصلنا من مسؤوليتنا وواجبنا, تجاه شعب هو جزء منا وليس أي جزء هو عمقنا الاستراتيجي, وليس علينا القول حكومات وشعوبا في أي جهة نقاتل او نقاوم او ندعم فلسطين ام العراق علينا ان ندعم الجهتين لانه قدرنا ومصيرنا فقدرنا واحد ومصيرنا واحد.
يقولون ان فن الصمت اصعب من علم الكلام ولكن أي فن يمكن ان يكون في هذا الصمت المريب؟!
