خير بداية السلام.. فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
عزيزي الدكتور ناصح بعد التحية والتقدير
اطرح عليك هذه المشكلة التي عرضت علي من قبل احدى الأخوات وهي مشكلة تتعلق بصديقه لها.
تقول صاحبة المشكلة.. كنا أربع صديقات تربطنا ببعض علاقة اخوية وصداقة نادرة اركانها الحب في الله وعمادها وفاء واخلاص, ان اجتمعنا كان جمعنا ذكر وطاعة وتتخلل تلك العلاقة بعض النقاشات الاجتماعية او الاسرية. نلجأ الى بعض حين تداهم احدانا اي مشكلة وان تعرضنا لموقف نشعر بوقعه على محيا الصديقات.
كنا لانفترق سوى في احلك الظروف ومتطلبات الحياة وشؤونها وكأننا روح مشتركة في جسد واحد الى هنا كانت علاقتنا مستقرة نوعا ما لكن ما حدث من احدى الصديقات الاربع كان كفيلا بتبديد تلك العلاقة وهدم صرحها النامي واحالتها الى رماد مبعثر والسبب ببساطة ما حدث من تغير في سلوك وشخصية تلك الصديقة الامر الذي جعلها تلجأ للكذب والمراوغة وبث الوشاية فيما بيننا وما لاحظته في تغير سلوكها انها اصبحت مزاجية الطباع والتصرفات ثائرة لاتفه الاسباب وكثيرا ما كانت عصبية لاسباب لانعلمها وقد يكون العكس فنراها تضحك وفي هدوء تام لا نعلم ما طبيعته. والملاحظ انها اصبحت مستبدة برأيها وتتخيل انها قوية الشخصية لايستطيع اي شخص ان يتحداها كما بدأت تكثر الشكوى والتذمر من حياتها وعيشتها دون معرفة الاسباب. وكثيرا ما حاولت التقرب لبعض الصديقات في محيط الجامعة بالتودد والاهتمام حتى اذا ماشعرت بتبادل العلاقات ابتعدت عنهن دون سبب يذكر وقد تستغرب حينما اقول لك انها حاولت التفريق بيني وبين صديقتنا حينما اقنعتها جزافا انني احمل بداخلي عليها حقدا وضغينة وان علاقتي بها لاجل مصلحة ما. وانني لا اكن لها اي مشاعر سوى حب الذات والانانية اللذين جعلتهما سلاحا في السيطرة على مشاعرها.
بذلك بدأت المشكلة فقد لاحظت التغير الذي طرأ على تلك الصديقة التي صدقت الوشاية. وقد كانت نظراتها التي حدقتني بها ذات مرة دليلا واضحا ينبىء عن غضب وعتب شديدين احال تلك العلاقة التي كانت يوما رمزا للاخوة الصادقة الى فقاعات هواء تناثرت متلاشية على ارض الواقع المر.
دكتور ناصح برأيك:
ما الاسباب التي طرأت على تلك الصديقة وجعلتها تتصرف بتلك الاساليب الشاذة لمفهوم الصداقة.
وهل تظن انها تعاني من مشاكل اسرية او اجتماعية او ربما نفسية جعلتها تنتقم من صديقاتها بهذه الطريقة المزرية ام انها تعاني امرا لا نعلمه.
اليك اتوجه بهذه المشكلة
راجية من الله ثم منك العمل على ايجاد حل لمشكلتها التي بدأت تؤرقني انا شخصيا والتوجيه والنصيحة بما فيه خير وفائدة واليك فائق احترامي.
@@ ع. م
حوار هادئ ربما يجدي
الاخت الفاضلة ع. م
التغير المفاجئ في السلوك خاصة بين الاصدقاء امر محير وهناك في علم النفس مدرسة تهتم بالتغيرات التي تطرأ على سلوك الفرد عبر مراحل نموه الزمنية محاولا وصفها ووضعها في اطار ملائم من حيث التفسير والفهم وبالتالي التنبؤ بمظاهر الاختلاف والتشابه بين الافراد المختلفين ويقول د. عبدالستار ابراهيم استاذ علم النفس ورئيس قسم الدراسات النفسية ان الاهتمام هنا ينصب على انماط التغير عبر المراحل المختلفة, واسبابه والاضطرابات التي يمكن ان تعتري مسار الارتقاء الفعلي والانفعالي السليمين.
وما ذكرته في رسالتك عن صديقتك رغم انه رصد للنتائج او بالتحديد الظاهر السلوكي منها.. لا يكفي لدراسة الحالة وربما كما تساءلت في نهاية رسالتك انها تعاني امرا ما قد يكون مشاكل اسرية او اجتماعية او غيرها.
ونحن لم نعرف من رسالتك هل صديقتك متزوجة ولديها اطفال وما هي وظيفتها ومستواها الدراسي وكم عمرها ووضعها الاجتماعي في اسرتها وامور اخرى عديدة قد تكون مهمة لدراسة الحالة خاصة وان هناك سنوات تمثل ازمة او مرحلة ويطلق عليها سنوات المراهقة والبلوغ لما يرتبط بها من تطور جسدي وتغير بيولوجي وهناك اساليب في التفاعل الاجتماعي الايجابي مع من هم في هذه المرحلة منها الاصغاء الجيد لهم وتجنب اللوم وتعديل سلوك الشخصية والتشجيع على الحوار وغيرها كما ان لايقاع الحياة والمتغيرات المتسارعة دورها.
وماذكرتيه نرى من وجهة نظر علم النفس يمثل ظاهرة مرضية قد تقود الى الانفصام ولذا نؤيد الصديقة لهذه الصديقة بزيارة طبيب او طبيبة نفسية فالشخصية عندما تضطرب وتتأزم تطرب معها انماط تفاعل الفرد بالآخرين ففي حالات القلق مثلا حيث يتملك الشخص انفعال شديد بالمواقف والاشياء بما يبعث على التمزق والخوف تضطرب العلاقة بالآخر فيميل الشخص الى التناقض والحمق.
والاكتئاب كالقلق يمثل استجابة انفعالية مبالغ فيها تقود الى العزلة والانطواء وتحاول النظريات الحديثة ان تعالج الامراض النفسية بوصفها نتاج لأخطاء في العلاقات الاجتماعية السليمة.
عموما نتمنى ان تعاملني صديقتك برفق وان تحاولي انت والصديقات تفهم ظروفها وما هية التغير الحادث ومحاولة الحوار معها بهدوء وصف ربما غير ذلك شيئا ونتمنى للجميع التوفيق والهداية.
