اللغة ليست هي الكلام.. ولكن من وسائلها الكلام..
والكلام وسيلته اللسان الذي هو جزء من الفم.
الا ان اللغة لها عدة وسائل غير الفم واللسان، فالابتسامة لغة والتكشيرة لغة ولكن هذه اللغة ليست منطوقة. الا انها توصلك بالآخرين وتوصل مشاعرك واحاسيسك اليهم فانت عندما تلتقى باحد وتريد ان تتعرف عليه فستجد نفسك بطريقة تلقائية تبتسم.
وهذه الابتسامة بمثابة عربون صداقة او عربون تعارف ومنها ينطلق قطار الالفة وربما المحبة مع ملاحظة قول شكسبير: (هناك خناجر الابتسامات فاحترسوا منها).
والعين لها لغة قد تكون ابلغ من اللسان.
ومن وسائل لغة العين الدموع..
والدموع تعبر عن الفرحة والحزن والسرور والكآبة وغير ذلك. وفتحات العين لغة والنظرات لغة حتى قيل: ان العين هي الرباط الحديدي الذي يربطك بالآخرين. وقيل ان العين هي مرآة الروح.
وقيل: ان العين هي النافذة التي منها تطل على النفس اذن العين لها لغة متميزة فهناك عين صادقة وعين كاذبة.
وعين قاسية وعين حانية.
وعين لطيفة وعين حادة.
وعين جذابة وعين منفرة.
وعين واثقة وعين شكاكة.
وعين ذكية وعين غبية.
هذا وكان العين الانسان نفسه.
بل ان مختار الصحاح قال: ان عين الشيء هي الشيء نفسه.
ولقد ذكر كتاب (ما اتفق لفظه واختلف معناه) معاني كثيرة للعين.
وهذا غير مستغرب لثراء اللغة العربية وعودا على بدء اقول: ان النظرات لغة والابتسامة لغة وحركات اليدين لغة وتقاطيع الوجه بكافة اجزائه لغة ان لم تكن لغات.
وما اجمل ما اورده الاستاذ ديماس في كتابه فنون الحوار حين قال:
عندما تتحدث عليك ان تحتوي الآخرين بصوت اخاذ وبحركة عين معبرة تستحوذ على سامعيك، فعينك تشعر الآخرين بصدقك.. وتشعر الآخرين بمدى اهميتهم. لان العين هي مرآة الروح.. والعيون الخجلة التي لا تستطيع ان تلتقي بعيون الآخرين.. تعطي انطباعا فوريا بضعف اقناعك.. ان حركة العين تظهر لي مدى صداقتك.. مدى اهتمامك بي.. ان انصرافك عني بجزء من حركة عينك. يؤرقني ويجعلني اذهب لانك لا تحترمني.. من خلال حركة عينك يمكن الآخر ان يعرف ردة فعل حديثه اليك، كما يمكنك انت ايضا ان تتابع عين من يسمعك للتعرف على مدى ما يتركه حديثك وتعبيراتك من اثر في مخيلته.
