لو سألت نفسك: كيف صرت ما أنت عليه: فكرا وعقيدة وأخلاقا ومطامح.. ترى بماذا ستجيب؟
هل يمكن أن تكون ما أنت عليه، لو كنت في مجتمع آخر، وزمان آخر، ولغة أخرى.. بمعنى: من تاريخ وجغرافيا مختلفين؟
لست عاقلا، حين تقول: نعم، سأكون ما أنا عليه خارج المجتمع وخارج الزمان والمكان.
التاريخ والمجتمع ضرورة لتحولك من فرد آلي إلى شخص اجتماعي. إلى إنسان يشارك غيره، ويشاركه غيره في بناء تصوراته عن الكون والحياة، واخضاع سلوكه لنوع محدد من القيم.
تحت هذا الاختلاف الطبيعي، كيف يدعي بعض الناس أنه على حق مطلق وأن غيره في ضلال مبين؟!
لو ولدت ونشأت في بيئة بوذية، هل يمكن أن تتعلم الفرنسية بدون معلم (في خمسة أيام) وتكون مسيحيا، أو علمانيا مثل أي فرنسي؟
أليس ذلك مستحيلا؟
