ضمن مناشط ملتقى الشباب الذي تنظمه هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية بالتعاون مع مركز الدعوة والارشاد في مكة المكرمة، اقام المركز مؤخرا محاضرة قيمة تحدث فيها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الامين العام لرابطة العالم الاسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في موضوع (الارهاب ودوافعه والوقاية منه) وقد اقيمت المحاضرة التي استمع اليها جموع من الشباب في مسجد فقيه بمكة المكرمة بحضور كل من الامين العام لهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية، الدكتور عدنان خليل باشا، والشيخ جابر المدخلي الأمين العام للتوعية الاسلامية في الحج، والدكتور احمد بن نافع المورعي المشرف على برنامج القرآن الكريم والدعوة في هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية، بالاضافة الى عدد من اساتذة جامعة ام القرى.
وقد عرض د. التركي التعريف الاسلامي للارهاب مفصلا القول في انواعه، وابان معاليه حرمة ممارسة الارهاب لانه قتل وتدمير واذى وفساد في الارض، حرمته الشريعة الاسلامية تحريما قطعيا وغلظت عقوبة مرتكبيه، مشيرا معاليه الى قوله تعالى في جزاء المفسدين: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم) المائدة/33.
واوضح د. التركي اسباب الارهاب ودواعيه مؤكدا ان الجهل بالدين من اهم اسبابه، وقال: ان الغلو في الدين وتفسير النصوص الشرعية على غير حقيقتها ادى الى ظهور الفكر المنحرف الذي يؤدي الى الخلط بين الارهاب والجهاد، وفصل معاليه القول في احكام الجهاد، مؤكدا ان الفتاوى الفردية التي يصدرها افراد ليس لديهم رصيد من العلم لا يمكن للمسلم ان يأخذ بها، وطالب معاليه الشباب بالأخذ عن العلماء الثقات والمجامع الفقهية، وترك الفتاوى الفردية الشاذة، وبين معاليه في المحاضرة وسائل مكافحة الارهاب والوقاية منه، مؤكدا على ضرورة تحصين الشباب المسلم من دعوات الجهلاء الذين يلبسون الحق بالباطل، ويقدمون تفسيرا غير صحيح للنصوص الشرعية.
وقال معاليه ان مهمة تحصين الشباب المسلم ووقايته من منزلقات التطرف والغلو منوطة بالعلماء والأسرة والمؤسسات الاسلامية ووسائل الاعلام، وطالب معاليه المؤسسات الاسلامية والاعلامية بالتعاون في مجالات توعية الشباب المسلم وتحصينه من مخاطر الغلو والتطرف والفكر المنحرف.
وفي ختام المحاضرة اجاب د. التركي على اسئلة الشباب الذي استمعوا الى المحاضرة بشغف ورغبة في التزود الثقافي والدعوي الصحيح.