DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

جوع لا يرى

جوع لا يرى

جوع لا يرى
جوع لا يرى
يتدافعون من حوله، وجسده النحيل لا يقاوم ضخامتهم، يلتصق بالزجاج ثم يدفع به حتى يصبح في المؤخرة، تسلل من بينهم حتى اصبح بإمكانه ان يطل برأسه الصغيرة في الصحن الممتلئ بحبات شهية، يلقيها عامل المطعم في الزيت المغلي، ثم يخرجها ويضعها في صحن خصص لتصريفها للزبائن. عيناه الصغيرتان تراقبان شبكة من الايادي، اثنتان تمتد باتجاه الصحن ثم تتجه الى أياد كثيرة تمد اليها وهو يقبض بكل قوته على ورقة نقدية من فئة الريال، والروائح اللذيذة تجوس أمام منخاريه الصغيرين. كثيرون واقفون حوله يقلبون انظارهم في تلك الحبات التي تكونت على أشكال بيضاوية، تمتد ايديهم بنقودهم (خمسة، عشرة، عشرون..) والعامل يناولهم السندوتشات بعد ان يقبض على ثمنها بقي ممسكا بورقته النقدية اليتيمة التي تشربت بعرق كفه، وأصبحت رطبة وهو ينظر لها مرة واخرى ينقل بصره الى الصحن والى الزيت الهائج. لا أحد ينتظر طويلاً امام العامل الذي يلقبونه ب(المعلم) الذي يبدو لا وقت لديه، منهمكاً في كل شيء حوله يصنع من العجين الذي يقبع بجانبه في قدر كبير، كرات صغيرة بآلته المعدنية ثم يرمي بها في الزيت وبعد ذلك تخرج في ارحام أرغفة الخبز وترمى في البطون الفارغة. الصغير مل الانتظار، وزاد تعرقه وجوعه، فاقترب أكثر من المعلم وبقي صامتاً، متردداً شعر باقتراب الصغير منه فنظر اليه سائلا: - ماذا تريد؟ قلق اشار الى الصحن بيده اليسرى واليمنى قابضة على (الريال) وملتصقة بجسده، سبابته تشير الى حيث تتناقص الكرات البنية الشهية. نسيه المعلم واهتم بالآخرين ممن تمتد اياديهم بنقودهم وانهمك بعيداً عن إصبع الصغير التي بقيت تشير الى الصحن! الزيت بدأ يقلي بهمجية بعدما قلت الكرات التي بجوفه، لقد رحل الكثير منها بعيداً والصحن لم يعد يحتوي الا على القليل! ويد الصغير لا ترغب في التفريط بتلك الورقة النقدية، والجوع يعتصره. الزبائن لا يكفون عن الطلب والدفع والوقت يمضي والروائح تصبح أقوى وأذكى، قرر ان يضحي بالورقة النقدية رغم انها تشعره بالقوة ولكنها لا تجعله يتلذذ ب(الساندويتش) ويقتل جوعه الطاغي على أمعائه الرقيقة! اقترب اكثر من النار والزيت يتطاير في كل اتجاه.. ثم صاح على العامل مقلداً الكبار: ـ بريال! لم يكترث به وبقي يحشو ما تبقى من الكرات في الخبز ويسلمها لآخر زبون لديه. اقترب اكثر ومد يده اليمنى ونادى بكل قوته: ـ واحد (ساندوتش) يا معلم! أغلق اسطوانة الغاز ثم نظر الى الريال بيد الصغير قائلا:خلصت الفلافل.

أخبار متعلقة