رغم اختلاف الاصوات من حولي.. بين حق وباطل وصواب وخطأ وبين ناضج وساذج.. الا اني غارقة في لجة تفكيري احبس عبراتي.. يأسرني همي.. تمر الأيام علي وانا ارسم حلما طالما انتظرت بزوغ شمسه على أحر من الجمر.. حلم صعدت به على هام السحاب.. كلما ارتميت على فراشي اخذني الهاجس الى محطة احلامي.. وكل يوم اكبر فيه، يكبر هذا الحلم!!
الى ان اقترب موعدي مع هذا الحلم.. لكن الأمور لم تسر كيفما كنت ارسم لوحة احلامي. اجبرتني الأيام رغما عن أنفي ان اتخلى عن حلمي وان اضحى بهذا الحلم الذي رسمته طوال حياتي كنت اتحدى الناس به، فكان من الصعب علي ان اتخلى عنه بهذه البساطة ويا للأسف استطاع ان يجبرني على ان اتخلى عنه رغم كل التحديات.. فتقطعت لذلك نياط قلبي حسرة عليه واسودت الدنيا في ناظري وصار الليل نديمي، فنحن اشقياء الوحده.. الليل لدي غير الليل في العالم، فهو ليل كئيب بلا مشاعر ولا أحاسيس!!
وبحكم انتسابي إلى قبيلة الليل بصلة قرابة، فإني اعتبره مصدر إلهامي ومنبع دموعي.. أهرب إليه من الواقع ولا اعرف من اي واقع أهرب، ليل أحمل فيه الظروف مسؤولية تعاستي كمحاولة للتخفيف عن الشعور باليأس، أداري إحساسي بالقناعة والرضا ليل أظل أعاني فيه وحدتي بصمت وغصة في حلقي.. حزينة غارقة في احباطي، وعلى وجهي يرتسم قهر الصمت الذي عذبني تحطم حلمي.. فأنا لا استطيع أن ابتر ماهو قائم ولا أصل ما انقطع واظل وادور حول ذاتي.
لا ادري متى اصل الى السعادة واعثر على حلمي المفقود وانعم بالهدوء والراحة..
ولكن الآن وبعدما عايشت الواقع المرير ويجب ان اعيد ترتيب اوراقي واستعيد كياني لأتمكن من بناء حياتي من جديد، وان اصارع نفسي واواجهها حتى لا يغيب خبري عن مبتدأي وحتى اتمكن من ايجاد سبيل للخروج من الشرنقة السوداء التي حبستني فيها ظروفي وحتى لا اهدم باليسار ما بنيته باليمين، فليلي يكشف مدى حاجتي ورغبتي بأن افرغ معاناة طال كبتها. فاطمة السليطين