عزيزي رئيس التحرير
من المؤسف ان بعض مديري المدارس الأهلية الذين يؤتمنون على العملية التربوية والتعليم في اية مدرسة سرعان ما يسعى الى خيبة الامل لمن اختاره للمقابلة ولمن اختاره لقيادة ادارة المدرسة، والذي يلاحظ على مثل هذه النوعية ان عددهم قليل بمشيئة الله، واذا كانت الظروف التي مر بها البعض في اختياره ليكون مدير مدرسة أهلية خدمته حتى تسلم المدرسة فانه اعتقد بعد ذلك في نفسه ان المدرسة ومن فيها من موظفين وعاملين يجب ان يخضعوا لاوامره وتصرفاته مهما كانت من الرعونة، ولهذا فان التعاون لديه مفقود، والمشورة غير واردة في رأيه، والنصح من غيره غير مقبول لديه حتى يغطى على ضعفه بأنه قوي، وهو يعرف بان اوامره غير مدروسة وقراراته فجة.
لا يرى اي قيمة للعاملين معه.. علاقاته الانسانية متدهورة سياسته بين مرؤوسيه لم تكن عادلة من المفروض كما جاء في كتاب ادارة الافراد (ان مدير الافراد وفق نظرية تمثل ادارته نظاما فرعيا يؤثر فى كفاءة المنظمة وكذلك كفاءة الوحدات التنظيمية الاخرى، فالاختيار غير المدروس والتدريب غير الملائم يؤثر كل منها على اداء الوحدات التنظيمية الاخرى،حيث ان اداءها يعتمد على كفاءة العاملين فيها، فان تردى الاختيار وتداعى التدريب فان كفاءة العاملين ستكون متدنية حتما مما يؤثر على كفاءة وحداتهم التنظيمية التي يعملون فيها).
فهل تعتبر ادارة هذا النموذج في بعض المدارس الاهلية ادارة فضلى؟ وعليه فان الجواب بالطبع (لا) وذلك، لأنه المتسبب في ايجاد المشكلات ولم يستطع مواجهتها ولم يشارك في حلها بل يهرب منها ويلقي كل مسؤولياته على الفريق العامل معه من مشرفين ومساعدين... الخ لكي يخلص نفسه من اية مسؤولية، ولم يبذل اية مشاركة عقلانية او فكرية او ايجاد حل مناسب، وفي الوقت نفسه بعيد كل البعد عن الادارة الفضلى والمعاني التي قصدت بها ومنها (اعتماد التخطيط والتنظيم والرقابة والتوجيه والتنسيق في استخدام العناصر البشرية والمادية والمالية لتحقيق الاهداف على الشكل الافضل).
وبالاضافة الى فشله في كل المحاور الادارية فانه لا يكلف نفسه دراسة مسؤولياته والعناية بها والتحقق مما ينقل اليه، ولا يعير مشكلات الطلبة اى اهتمام ولهذا فان الفوضى ضاربة اطنابها في كل اركان ادارته فأين هو من قول المارشال فوشي:(لا تكتفوا بما يقال لكم، بل انظروا بأنفسكم، ثم اعلموني عن حقيقة الامر كما ترون لا كما تظنون، فالمعضلات لا تحل بالعواطف والظنون).
ومن امثلة بعض المشكلات التي نجدها عند هؤلاء المديرين القصة التالية:
حدثت مشكلة داخل مدرسة احدهم ادت الى اشتباك بالايدي ولم يعلم المدير الا في اليوم التالي وعندما حضر احد اطراف القضية يريد حل المشكلة قابله بجفاف واحال المسألة الى المشرف ولم يرغب المشاركة حتى في التفاهم بحجة انه يملك مسؤوليات كبيرة ونفض يده من الموضوع رغم توسلات ولي امر الطالب المجني عليه وخرج وكان ولي امر الطالب ممن عايش التربية التعليمية في التدريس والادارة والتوجيه وهو على معرفة كبيرة بمهمات مدير المدرسة ومع ذلك لم يعره اي اهتمام فاين هذا المدير من هذا الحديث: عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ان اهل قباء اقتتلوا حتى ترامو بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله بذلك فقال:(اذهبوا بنا نصلح بينهم) رواه البخاري.
ولذا فهل استن مدير المدرسة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الاصلاح بين الناس؟!
هل درس نفسيات اتباعه ومرؤوسيه ومراجعيه؟! هل باشر المشكلات في مدرسته بالمواجهة المباشرة؟ والجواب بالطبع لا، بل تهرب من المسؤولية ورماها على من هم اقل مسؤولية منه ولذا فأين اهمال هذا المدير من قول احد رجال الاعمال الناجحين حينما اجاب على سؤال حول سر تفوقه فقال:(لم أكن اعرف الآلات كما يجب، ولكني كنت اعرف الرجال) ومعرفة الرجال مكسب كبير. وعليه فان مثل هذا المدير الذي يتهرب ويجبن عن المشاركة في حل المشكلات، ولا يطبق المعلومات التي درسها عن التخطيط والادارة لم يستفد من التدريب والدورات التي تسلم من اجلها المكافأة المالية، فقد اصبحت في عالم النسيان ولم يدرس العلم للعلم وانما كان من اجل المركز فقط.
وينسى ان تصرفاته هذه تنعكس على العاملين معه بالاحباط والاخفاق في عدم اعطاء المسؤولية حقها.
فالله الله يا أصحاب المسؤولية في المناطق التعليمية باهمية حسن الاختيار لمن تسلم له قيادة الادارة المدرسية، وهم الذين نحسبهم - ولله الحمد - امناء على هذه المهمة القيادية، وهم الذين يحرصون على تكثيف زيارات المشرفين والموجهين، وما اردت بذلك الا الاصلاح كى يراجع القيادي المقصر نفسه ويعمل على تقوى الله وجل القائل:(فاتقوا الله ما استطعتم). عبداللطيف سعد العقيل