اعلنت منظمة الصحة العالمية ان دواء جديدا لمعالجة مرض كبدي فتاك قد يحد من تكاليف المعالجة وينقذ ارواح الوف الاشخاص سنويا في اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية.
وقالت المنظمة التابعة للام المتحدة ان تجارب سريرية على ثلاث مراحل شملت 600 مريض في الهند اظهرت ان العقار الجديد عالج 95 في المائة من اصابات ما يسمى الحمى السوداء.
وكان الدواء Miltefosine قد طور في ثمانينات القرن الماضي من خلال ابحاث تتعلق بأدوية سرطان الثدي. وفي العام 1988 اكتشف علماء ان الدواء يؤثر ايضا على الطفيلية التي تسبب الحمى السوداء.
بعد ست سنوات من الابحاث المشتركة والتجارب التي قامت بها الشركة المطورة للدواء ومنظمة الصحة العالمية والسلطات الهندية وافقت الهيئة الهندية المختصة بالترخيص للادوية في اذار الماضي على اجراء مرحلة تجارب ميدانية رابعة ابتداء من شهر تموز الحالي.
وتعتبر الهند اكبر بلد يتفشى فيه المرض المذكور، وقد حددت الحكومة الهندية العام 2010 كتاريخ للقضاء على المرض ببرنامج تموله الحكومة.
وفي بيان صادر عن طريق منظمة الصحة العالمية وصف وزير الصحة الهندي سي ـ بي ثاكور ـ الذي اصيب بالحمى السوداء في طفولته وهو اليوم من كبار الخبراء في المرض ـ الدواء الجديد بانه اختراق وقال: انه سلاح حيوي سهل استعماله من قبل الاطباء في المناطق الريفية.
وقال كارلوس موريل، رئيس قسم الامراض الاستوائية في منظمة الصحة العالمية ان الدواء الجديد هو قضية اناس لديهم المشكلة يعملون مع اخرين لديهم الحل.
ويصاب حوالي نصف مليون شخص سنويا بالمرض المعوي الذي يحمل الاسم العلمي Leishmaniasisومعظمهم في الهند والنيبال وبنغلاديش والسودان والبرازيل. وقد يصبح المرض فتاكا اذا ترك بدون معالجة وهو يقتل حوالي 60 الف شخص سنويا.
ويهاجم مرض ليشمانياسيس المعوي الذي تسببه طفيلية تنتشر بواسطة ذبابة الرمل ـ الكبد والطحال ويسبب نوبات من الحمى وخسارة شديدة بالوزن، وهو يستهدف الفقراء الذين يعانون سوء التغذية. كما انه يسرع تطور مرض الايدز المتكامل عند ناقلي فيروس المناعة البشرية HIV.
والنوع غير المعوي للمرض له علاقة بالليشمانياسيس، وهو مرض يشوه البشرة، وقد يكون فتاكا ايضا. وتشير النتائج الاولية للتجارب ان الدواء يشفي ايضا من هذا النوع، حسب المنظمة.
ويواجه الاطباء الذين يكافحون الحمى السوادء المعوية مشكلة مقاومة الدواء المتفاقمة، حيث تقول منظمة الصحة العالمية ان 60 في المائة من المرضى في الهند لا يمكن معالجتهم بالادوية المستعملة حاليا وهي تعطى بشكل مصل وريدي وتستلزم بقاء المريض شهرا في المستشفى.
كما ان الادوية الحالية يمكنها ان تسبب اثارا جانبية مثل السكري وردود الفعل القاتلة في تسعة في المائة من الحالات.
الا ان منظمة الصحة العالمية قالت ان 600 في المائة من المشاركين في التجارب الهندية الذين كانت اصابتهم حادة باعتدال استجابوا بشكل جيد، وان 30 في المائة من المرضى الذين يقاومون الادوية الحالية شفوا بفضل الدواء الجديد الذي يمكن اخذه بالفم ولايحتاج الى بقاء المريض في المستشفى.
اما الآثار الجانبية للدواء فتقتصر على التقيؤ الخفيف لايام قليلة، بعد عدة ايام من بدء المعالجة.
