لا اعرف ماذا أستفيد عندما يقال لي, ويكتب ان الموضوع الذي يشغلك عزيزي المواطن, يحظى باهتمام معالي الوزير وانه ينال الرعاية الشخصية, من معاليه, حتى بلوغ لحظة الحل المرتقبة, عجل الله انفراجها.
- تسأل ماذا تستفيد شخصيا؟
- نعم, بارك الله فيك.
- السؤال غير صحيح!!
اسأل عمن يستفيد شخصيا من هذه الاشارة التي في غير محلها, وزائدة يعني موضوعي مو مهم ولا أنت بعد مهم.
- ... ... ...
هذه احوالنا مع الذين لا يستطيعون الرد, على ما يهم المواطن ويشغل باله, الا بتوسيط اسم معالي الوزير, بينهم وبين المواطن, وكأن لفظ (صاحب المعالي) كلمة سحرية وتعويذة سارية المفعول والنفاذ, حال يطلق بخور حروفها امام (المواطن الكريم) يتحول كل شيء بقدرة قادر الى ما يهوى المواطن وما يتمناه, فاذا بمشكلاته محلولة, واذا بالعقبات مذللة, واذا بالخدمات متوافرة. وهل تماري في ذلك عزيزي المواطن فها هو موضوعك يحظى باهتمام معالي الوزير!!
ليت اصحابنا من مديري العموم ومديري غير العموم ورؤساء الدوائر ونوابهم, فترة الاجازات!! واصحابنا في الواجهة من مديري العلاقات العامة ان يرحموا مواطنهم العليل - عسى الله يرحمهم الله ويرفع مراتبهم (كما وكمان) - من كشخاتهم على حسابه - فما الداعي عندما أكتب عن مسألة عاجلة وهامة, ثم يأتيني الرد البارد: (موضوعك يحظى باهتمام معالي الوزير) هل حلت هذه الجملة, هل ربطت: ام ان هناك تراتبية في العمل, لا يعلم عنها المواطن ولا يهمه امرها, فهي بالنسبة اليه لا تقدم ولا تؤخر, حيث الاشارة اللازمة الى رأس الهرم في الوزارة, تحلية اللسان بذكر المعالي الكريم.
بالنسبة اليك عزيزي المواطن لا تقدم ولا تأخر,. لكن لغيرك تعتبر هذه الكلمات مفصلية وتاريخية تحدد المواقع في السلم وموقع العين التي لا تعلو على الحاجب ابدا, ولا يهم بعد ذلك أية عين اخرى, وسلم لي على معالي الوزير وعلى اهتمامه: في القريب العاجل.