إن الله إذا أحب عبدا ًابتلاه،ولا شك إن الله يبتلي العبد في الدنيا ليقيس مدى قوة إيمانهِ ، هل هو مؤمن صبورٌ شكورٌ أو قـانطٌ يـائسٌ من رحمة الله سبحانه .فابتلاء الله لهُ سواء بإصابتهِ أو إصابة أحد أفراد أسرتهُ بإعاقةٍ مــا ، سواء حركية أو حسية أو أي نوع من الإعاقات النفسية لأكبر اختبار ،فإذا كان لديك عزيزي الأب وعزيزتي الأم فردٌ من أفـراد الأسرة معاقا ًفـأنتما مسؤولان عنه كل المسؤولية، ولا أقصد مسؤولية المأكل والمشرب والملبس فقط بل انتما مسؤولان عن حياة المعاق النفسية واندماجه في أســرتهِ أولاً ومجتمعهِ ثانياً.
فالاندماج مع الأسرة يكون بتوزيع المسؤوليات على أفرادها لرعاية طفلهم المعاق، مثلاً مساعدته في حل واجباته المدرسية ومشاركته في بعض الأعمال المنزلية الخاصة به كترتيب غرفته وأدواته الشخصية ،ومشاركته أيضاً في متابعة البرامج التلفزيونية الهادفة التي تتناسب مع عمره . وبذلك يكون جميع أفراد الأسرة قد ساهموا في احتوائه ورعايته ، لاسيما أن ذلك الطفل داخل الأسرة يحتاج لمن يستمع إلى حديثه ومناقشته في بعض المواضيع تثير اهتمامه، بهذا يشعر أنه فردٌ عادي من أفراد هذه الأسرة وإنه لا يوجد فرق بينه وبين إخوانه العاديين . بعكس أسرةٍ ظالمةٍ لطفلها ، ذلك الطفل الذي بأمس الحاجة ليـدٍ حنونةٍ ترعاه وأُذن تصغي لتعبيراته البسيطة.! فياللأسف الشديد مما أراه اليوم من بعض الأسر التي ترمي بفـلـذات أكبادهـا في تلك المراكزالخاصة لرعاية المعاقين وباقي أفراد الأسرة يتمتعون بكامل حقوقهم الأسرية ، فهم يخرجون ويتنزهون ويستمتعون بأوقاتهم أليس للطفل المعاق حق مثلهم ؟؟ أليس طفــلا ً بحاجة إلى الشعور بأسرة ٍمحيطةٍ؟؟
لماذا هذا الحرمان الأسري ولديه ِأسرة قادرة على رعايتهِ الرعاية الكاملـــة؟؟
فليأخذ المعاق مكانه بين أفراد أسرتهِ ومن واجبهم تجاهه الأخذ بيده وتطوير قدراته المتبقية واستغلالها بالتدريب على مهارات الحياة اليومية ليستقل ذاتيا ًكباقي أفراد الأسـرة . عليكــم بالصبر والتـأني ،فرعاية المعاق مسؤولية عظيمة وأمانة في الوقت نفسه والإسلام يأمرنا بصون الأمانة لأننا سوف نُسأل عنها في الآخرة.
@@ بثينه العفالق ـ اخصائية صعوبات التعلم