DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأصدقاء في الزمن الصعب

الأصدقاء في الزمن الصعب

الأصدقاء في الزمن الصعب
أخبار متعلقة
 
من المؤسف حقا ان نرى الأصحاب والاصدقاء يتحولون الى عملة نادرة في زمن طغت عليه الصبغة التجارية على كل شيء حتى في مجال الصداقة والتي من المفترض ان تكون من اسمى وارقى ما يتميز به بني البشر من علاقات تربط بين بعضهم البعض. ييخل للمرء ان له الكثير من الاصحاب والاصدقاء والمعارف والزملاء والذين اكتسب معرفتهم على مر السنين، ويكون في اغلب الاحيان سعيدا بهذا العدد بل ويرغب في زيادته كلما سنحت له الفرصة ذلك، ولكنه لو جلس جلسة صفاء مع نفسه وسألها كم ترى لدى من هذا الجمع الغفير الملتف حولي يمكنني ان اعتبره صديقا (حقيقيا)؟ فسوف يكتشف الحقيقة المرة الا وهي انه لن يجد تحت احسن الظروف ان عددهم سيتجاوز اصابع اليد الواحدة، بل انه لو وجد صديقا مخلصا واحدا فقط فهو بلاشك انسان محظوظ ويجب عليه ان يشكر ربه على هذه النعمة التي لا ينعم بها الكثير من الناس من غير ان يشعروا بذلك. ولا يمكنك ان تحكم على ان شخصا ما قد اصبح صديقا (حقيقيا) لك في فترة وجيزة بل يجب ان تمر عليكما بعض السنوات بحلوها ومرها حيث ستكون الايام كفيلة بكشف مدى قوة ومتانة العلاقة بينكما، فهناك الزمالة في الدراسة او العمل والتي غالبا ما تنتهي بانتهاء مدة الدراسة او بتغير موقع العمل وعادة ما تكون هذه العلاقة متوسطة المدى وهناك الصحبة او الرفقة في السفر او الرحلات وعادة ما تكون قصيرة المدى اما الصداقة الحقيقية فتبقى حتى يغيب الثرى احد اطرافها بل وتستمر حتى بعد الموت وذلك من خلال الاخلاص للصديق المتوفي في المحافظة على اسراره والاهتمام والسؤال عن اهله ومصالحه. ولكن من هم الاصحاب والاصدقاء الذين نحن الآن بصدد الحديث عنهم؟ هل هم الذين وصفهم الشاعر بقوله:==1== اني صحبت اناسا مالهم عدد==0== ==0==وكنت احسب اني قد ملأت يدي لما بلوت اخلائي وجدتهم==0== ==0==كالدهر في الغدر لم يبقوا على احد ان غبت عنهم فشر الناس يشتمني==0== ==0==وان مرضت فخير الناس لم يعد وان رأوني بخير ساءهم فرحي==0== ==0==وان رأوني بشر سرهم نكدي==2== بالطبع لا، ليس هؤلاء هم الاصدقاء الذين نبحث عنهم!! ولكن الا يوجد بيننا اناس تنطبق عليهم الصفات التي ذكرها الشاعر في الابيات السابقة؟ للاسف يوجد الكثير منهم من الذين يمكننا تسميتهم بـ(اصدقاء المصالح) وفي المجتمع الكثير من الامثلة الحية على ذلك فكم من شخص كان الناس يلتفون حوله لمجرد انه صاحب منصب عال او وظيفة او مركز ما او مال وذلك للحصول على شيء ما يجنونه من وراءه، وتنتهي علاقتهم به بانتهاء الحصول على مآربهم او بتقاعده او ابتعاده عن مصدر المسئولية او لقلة ماله فتجد الناس ينفرون من حوله وكأنه وباء قاتل. اذا اين هم الاصدقاء الحقيقيون؟ انهم بلاشك موجودين ولكن يجب علينا امعان النظر جيدا لرؤيتهم وذلك من خلال محاولة التأكد من وجود الصفات التالية فيهم قبل المضي قدما في اي مشروع صداقة جديد، وهي: ان يكون الصديق ذا خلق رفيع وذا عقل راجح، ان يكون مؤدبا ورزينا في تصرفاته وافعاله، ألا يرتكب المحرمات، ان يستر العيوب ويكون وفيا ومخلصا، ان يداوم على السؤال عن صديقه (خصوصا في وقت المرض والازمات الصعبة) ان يشجع صديقه على التقدم والنجاح لا ان يغار منه ويعمد الى تحطيمه وتهبيط معنوياته، ان يحافظ على اسراره، ان يلتزم بمواعيده معه، ان يكون أمينا، ان يتجنب الجدال والمهاترات قدر المستطاع فمعظم النار من مستصغر الشرر وعادة ما يكون الشرر هـــو الجدال البـــــسيط الذي يــــتحول فيما بعد الى خلاف ومن ثم الى جفاء وبعد ذلك الى فراق ( لا قدر الله) ان يكون متواضعا في نفسه، ان ينسى الزلات ويتغاضى عن الهفوات، ألا يكثر من اللوم والعتاب، ان يكون منصفا ومحايدا خصوصا عند وجود بقية الاصدقاء ان يشارك صديقه في افراحه واتراحه، ان يشـــجعه ويذكره دائما بفضائله وشمائله ومكانته وقدره، ألا يســـمح لاحد ان يغتاب او ينال من صديقه وهو حاضر، ان ينصره ظالما او مظلوما وذلك بمنعه عن الظلم واخيرا ان يحب له الخير كما يحبه لنفسه. @@ رائد عبدالله القديحي