المهرجانات تنتشر في المملكة، في كل منطقة ومدينة، تقام فعاليات سياحية متنوعة، والمنطقة الشرقية التي اطلقت وللمرة الاولى مهرجانها السياحي "لك ولعائلتك" تنتظر النتائج التي لا اتوقعها في حجم الطموحات! على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها اللجنة المنظمة.
فقد افتقد المهرجان لتفاعل القطاع الخاص مع انشطته وبرامجه، وابتعدت الشركات ورجال الاعمال عن القيام بدور واضح في دعم المهرجان، بلا سبب واضح يصدقه الآخرون!! مما اثر على فعاليات المهرجان بشكل سلبي.
بل ان عدد من الرعاة والداعمين لم يلتزموا بما اتفقوا عليه مع الجهة المنظمة، وتلك كارثة حقيقية، ومؤشر على عدم اهتمام ولامبالاة من قبل تلك الجهات التي استفادت من الاعلام، وظهرت صورتها ناصعة امام مسؤولي المنطقة وزائريها، لمساهمتها الكبيرة في المهرجان، وقيامها بدور متميز لخدمة مجتمعها، والحقيقة عكس ذلك، بل ان الجهات التي لم تدعم اصلا كانت اكثر وضوحا اذا ما قورنت بها.
ولم تقتصر السلبيات على من لم يساهموا او من ساهموا ونكثوا بالتزاماتهم، بل تعداه الى سوء تنسيق ظاهر بين الجهة المنظمة وامانة مدينة الدمام، تمثل في قيام الثانية بعمليات اصلاح وتعديل لأغلب الشوارع الرئيسية بالخبر، واهم شارع سياحي بالدمام، الامر الذي اعاق حركة السير، وتسبب في فوضى عارمة عانى منها اهالي المنطقة، والاهم من ذلك زوارها، الذين لاعلم لهم او دراية بطرق السيرالمثلى التي توصلهم لمواقع الفعاليات واماكن سكنهم!! وكان بالامكان تأجيل تلك التعديلات لما بعد فترة المهرجان، من اجل التسهيل على الراغبين في التمتع بالمهرجان وفعالياته، واعتقد ان سوء التنسيق كان له دور كبير في ذلك، في مناطق اخرى وخلال فترة المهرجان تتضافر الجهود ويكون التنسيق ظاهرا لاي زائر عادي من خلال توافر المعلومات الخاصة بانشطته وفعالياته لدى الادارات والجهات المختلفة، كما هو الحال لدى الجهات المنظمة، فما بالك بالامور الجوهرية المرتبطة بالبنية التحتية للمنطقة التي يقام فيها.
انا شخصيا لا أستغرب من وجود تلك الاعداد الغفيرة التي تزور المنطقة الشرقية بين الفترة والأخرى، فالشرقية دانة جمال حقيقية، سواء بتنظيمها لمهرجات سياحية او بعدمها، بل ان زوارها، وحسب احصائيات رسمية في ازدياد ملحوظ، وذلك امر له مبرراته التي يشعر بها كل من يزور المنطقة لاول مرة بقصد السياحة، فالمنافسة في السوق السياحي لاتكون بالعروض المبهرة والتخفيضات الكبيرة والمهرجانات التي تكلف الملايين فقط، احيانا ترتبط بالشعور الداخلي لدى الاشخاص، فعندما يشعرون بالراحة والاطمئنان في مكان ما، وتتوافر لهم فيه الامكانات المطلوبة فانهم لن يستبدلوه بآخر وهكذا الحال بالنسبة للمنطقة الشرقية.
فالشرقية ليست بحاجة الى مهرجانات ارتجالية غير منظمة تسيء لسياحتها اكثرمما تنفع، المطلوب خطوات محسوبة، تنسيق كامل وتنفيذ دقيق وهدف واضح.
فالصورة الحقيقية لاي منطقة سياحية تبرز في اوضح صورها في الاستقبال وطريقة تقديم الخدمات للزوار ومساعدتهم على قضاء اجازاتهم بالشكل الاكثر امتاعا، وهذا ما ينقص الشرقية حاليا.
اعتقد اننا في المنطقة لانرغب في ان يعود زائرها الى مدينته او دولته ليقول انه امضى نصف اجازته في الشوارع، يخرج من تحويلة ليدخل اخرى، باحثا عن موقع اقامته في الدمام او الخبر!!
