تختتم اليوم الجمعة في العاصمة المغربية اعمال اللجنة المشتركة المغربية السعودية، وكان سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ومحمد بن عيسى وزير خارجية المغرب قد افتتحا أمس الخميس رسميا اجتماع اللجنة العليا المشتركة بمشاركة مسؤولين في الحكومتين في قطاعات المالية والاقتصاد والتجارة والسياحة والنقل والطيران وممثلين عن القطاع الخاص في البلدين.وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي قد وصل امس الى الرباط ليترأس وفد المملكة في اجتماعات الدورة التاسعة للجنة السعودية المغربية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني.
وكان في استقباله في مطار الرباط الدولي معالي وزير الخارجية والتعاون في المملكة المغربية محمد بن عيسى وسفير خادم الحرمين الشريفين في المغرب الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.
وأكد سموه في تصريح للصحفيين أن هذه الدورة ستسترشد لأول مرة برجال الاعمال الذين قاموا باعداد المواضيع التي ستناقش من وجهة نظرهم، مما يدل دلالة كاملة على المرحلة التي وصلت اليها العلاقات بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، مشيدا بجهود ابن عيسى التي دفعت الى التعاون الاقتصادي المثمر، وهو ما يلبي ارادة القيادتين.
وعن تقييمه للعلاقات الاقتصادية السعودية المغربية، قال سموه ان هذه العلاقات أرقى من التقييم، مضيفا أن اللقاء سيتناول قضايا الوضع العربي الراهن.
وفي تصريح خص به صحيفة (اليوم) ابرز الدكتور يوسف السعدون وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الاقتصادية والثقافية ان اعمال اللجنة المشتركة تركزت على تدعيم التعاون الثنائي بين المملكتين في الميادين الاقتصادية والتجارية وآفاق اقامة منطقة للتبادل الحر بينهما، مؤكدا ان مشاورات الفيصل - ابن عيسى على الصعيد السياسي شمل مختلف القضايا التي تحظى باهتمام العاصمتين، وعلى رأسها الوضع في كل من العراق والشرق الأوسط بالاضافة الى ملف مكافحة الارهاب في ضوء التفجيرات التي تعرضت لها كل من الرياض والدار البيضاء، شهر مايو الماضي، وحسب الدكتور يوسف السعدون فان (المشاورات بين الرباط والرياض باعتبارهما قطبي عالمنا العربي، تركزت بالاساس حول السبل الكفيلة بالنهوض بالأوضاع العربية واصلاح جامعة الدول العربية، مبرزا ان مشاورات الرباط والرياض انكبت على دراسة المقترحات العربية المطروحة لإصلاح نظام العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها المبادرة التي قدمها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي في أفق انعقاد القمة العربية في تونس مارس القادم).
وفيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين اوضح السعدون ان (التعاون بين البلدين يشهد تحسنا مطردا وان اللجنة المشتركة تعمل على تعميقه وتفعيله خصوصا على المستوى التجاري وتشجيع مبادرات القطاع الخاص في المملكتين).
وكانت اعمال اللجنة المشتركة قد انطلقت اول امس الاربعاء على مستوى كبار الموظفين وبمشاركة رجال الاعمال في البلدين وبرئاسة الدكتور يوسف السعدون وكيل وزارة الخارجية السعودية للشئون الاقتصادية والثقافية ومحمد أزروال مدير الشؤون العربية الاسلامية بالخارجية المغربية.
وحسب مصادر مطلعة في الوفدين فقد تركزت المباحثات حول سبل تدعيم التعاون الاقتصادي والتجاري وتذليل الصعوبات التي تحول دون نموه ليرقى الى العلاقات السياسية المتميزة بين المملكتين والى العلاقات بين العائلتين الحاكمتين، معتبرة ان حجم المبادلات التجارية بين الرياض والرباط يبقى دون تطلعات الجانبين وقيادتي البلدين، والتي لا تتعدى قيمة مبادلاتها مائة مليون دولار، على الرغم من ارتفاع قيمة الاستثمارات والقروض السعودية الموجهة للمغرب خلال السنوات الخمس الأخيرة لتصل إلى المليار دولار.
