عزيزي رئيس التحرير
عبر هذا الموضوع اود ان اتحدث عن مدرس التربية الاسلامية.. هذه المهمة الجليلة التي يقدم فيها للناشئة ويشرح قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ويوضح الاحكام ، ويرشد الانام، بل ربما كان مفتيا واماما وقاضيا في المملكة المدرسية، هذا هو مدرس التربية الاسلامية، فاسمها تربية وهي اسلامية ثم هو مرب اسلامي، يربي طلابه على مكارم الاخلاق، ويقيهم سيئها، يربيهم على حب الله ورسوله وطاعتهما، ويحذرهم من المعاصي ويبعدهم عنها، ولكن الداهية العظمى، والرزية الكبرى ان تجد من هؤلاء المربين من هم على قدر كبير من البعد عن الله، والبعد عن طاعته تجده ممن يشرح لطلابه في الصف قول الله تعالى - واتقوا الله - وهو ابعد ما يكون عن ذلك.
ولكم ان تتخيلوا موقف الطالب الصغير من هذا التناقض المريب، ومن هذه الازدواجية الغريبة، هل سيثق هذا الطالب بأية معلومة سيلقيها هذا المدرس؟ هل سيتقبل اي توجيه واي نصيحة من هذا المعلم؟ هل سيجعله قدوة له؟
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).
اذن فالتربية والتعليم بالقدوة من انجح واسرع وسائل التعلم (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فليكن اولئك المدرسين قدوة صالحة تربي وتعلم بصلاحها وخلقها ومظهرها قبل اي شيء آخر، ولعل وزارة التربية والتعليم تجد حلا لهذه المشكلة التي بدأت تطفو على السطح ولعلها ان توجد القدوات الصالحة قبل الشهادات والتخصصات وما المانع ألا تقبل الكليات الشرعية الا صاحب المظهر والقدوة الحسنة، لكيلا تكون هذه الكليات ملاذا لاصحاب المعدلات المنخفضة، ومستقرا لرجيع الكليات الاخرى نريد معلمين على قدر من الكفاية التربوية الصحيحة قبل الكفاية العلمية ثم ان وزارة التربية مسؤولة امام الله عن هذا الجيل الناشئ على ايدي هؤلاء، ومسؤولة عن افكارهم وطريقة تعلمهم وتربيتهم، هذه الفئة من المدرسين هم بحمد الله قلة، ولكن لابد من حل لهذه المشكلة، ولتتضافر الجهود في سبيل تربية افضل فنحن نريد تربية لاتلقينا.
ابراهيم علي الزيد - البكيرية