في الكلمة الضافية امام الدورة التاسعة عشرة للمجلس الاعلى العالمي للمساجد تحت رعاية قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي عقدت يوم امس الاول ندد - حفظه الله - فيها بظاهرة الارهاب التي ارتكبها ومازال يرتكبها اناس ابتعدوا عن جوهر العقيدة الاسلامية وانزلقوا الى مهاوى الاثم والعدوان، فزهقت على اياديهم الملطخة بدماء الابرياء انفس لا يجوز قتلها الا بالحق، وروع المسلمون الآمنون في حرم الله، ومازالت تلك الفئة الضالة الباغية تنشر الخوف والرعب في قلوب البشر لجهلها بأحكام الجهاد في الاسلام، وجهلها بأن مبادىء العقيدة الاسلامية السمحة تدعو الى التسامح والتناصح والمشورة والحوار ولا تدعو الى التطرف والتشدد والغلو، فقد غرر بشباب الامة الاسلامية فزجوا داخل شبكات ارهابية همها الرئيسي تحقيق اغراض رموز تلك الظاهرة التي لا يستفيد منها في حقيقة الامر سوى اعداء الأمة الاسلامية، فهم بتلك الافاعيل اساءوا لدينهم وفتحوا الابواب على مصاريعها لحملات شعواء مازالت تشن ضد الاسلام والمسلمين، فلصقت ظلما وعدوانا تهم الارهاب بالاسلام وهو بريء منها. واخذ اعداء الأمة يتطاولون على خاتم الانبياء والرسل عليه افضل الصلاة والسلام، ووصف رسالته بما لا يليق بها من الاوصاف، وهذه الاوضاع المأساوية التي يعايشها المسلمون اليوم جديرة بالمعالجة للخروج من تلك الانفاق التي زجت الأمة الاسلامية فيها بسبب تلك الافاعيل الارهابية، فلابد من تصحيح الافكار المنحرفة والشاذة التي شوهت مبادىء العقيدة الاسلامية، وشوهت الرسالة الصحيحة للمسجد، فرسالته تتمحور في تعريف الانسان بحقيقة الاسلام ومبادئه الصحيحة البعيدة تماما عن الغلو والتشدد والتطرف، وتأصيل الصلة بين الانسان وربه، فما حدث من تلك الفئة الضالة ألهى الناس عن رسالة المسجد التي لابد من ابرازها في الظروف العصيبة الحالية التي تمر بها الامة الاسلامية، رسالة تدعو الى الاصلاح والصلاح وبناء المجتمعات على اسس من المعرفة القويمة بمبادىء الشريعة الاسلامية السمحة، رسالة تحارب الفساد والافساد في الارض، وتعرف بما شرعه الله للمفسدين والمحاربين لله ورسوله، رسالة تدعو الى الامن والطمأنينة والسلام والتواصل بين المجتمعات وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر والظلم والاثم والعدوان وتخلص المجتمعات من شرور الطغاة والظالمين.