موجة الحر التي طالت معظم دول اوروبا بالاخص منتجعات في اسبانيا وفرنسا والنمسا لم تخلف ضحايا بالآلاف خلال شهر آب اللهاب كما يقال وانما تسببت في أزمة للحكومة الفرنسية التي تسائل وزير الصحة وربما وزير البيئة بعد أن صرع الحر ما لا يقل عن 11 ألف بني آدم على مدى ثلاثة اسابيع من شهر اغسطس الفارط للتو.. ومحاسبة وزير الصحة على مسألة الحر هذه او وزير البيئة والاحوال الجوية تبدو غير مفهومة اذا نحن سلمنا بأن التقلبات المناخية والانقلابات الحرارية لاسلطة لاي مخلوق بشري او مؤسسي عليها حتى مع قدرات التنبؤ الفائقة بها.. ولعلم القارئ الكريم، فان درجة الحرارة التي تسببت في الرقم العالي للوفيات لم تتجاوز الـ 40 درجة مئوية!! ولعلي مع تعاطفي مع الضحايا ، الا انني فعلا لا اصدق ان 40 درجة مئوية تصرع ادمغة كل هؤلاء، ولابد ان هناك اسبابا غير الحرارة احدثت كل تلك الوفيات.. فبالتجربة وبالعقل معظمنا في عمق الصحراء هنا تتجاوز درجات الحرارة الـ 50 درجة في اشهر يوليو واغسطس وسبتمبر نمارس حياتنا العادية بكل روعة وتموج نذرع الشوارع والاسواق ونلهو في البراري والقفار ولا اخال ان مواطنا ومواطنة شابا او في ارذل العمر قضى نحبه بمسألة الحرارة هذه .. واذا افترضنا فعلا ان درجات الحرارة وحدها من حصد كل تلك الآلاف من الضحايا الفرنسيين، فعلينا ان نكبر في اجسامنا قدرتها الخارقة للعادة على رأي الاخوة التوانسة.. ولعلنا نخدم الوزراء الفرنسيين في هذه المسألة بالاستشهاد بنا وبقدراتنا الاحتمالية الجيدة التي تدخلنا كتاب غينيس للخوارق بكل بساطة وبدون منافس.. بل والاقتراح على حكومتهم برامج تكيفية للشعب الفرنسي المرفه بايفاد مجموعات للسياح في عمق الصحراء لدينا وفي اشهر اللهيب المحترمة لتفادي وفيات بهذا الحجم في مجتمعات تحترم البنى آدم وتخاف على ومن حياته وتوفر على الحكومة كلف البرامج الوقائية سواء التطبيقية او التكيفية للبيئة مستقبلا.. وهي في نهاية المطاف تريح الحكومة من صداع مصائب من هذا النوع تدهور اي حكومة في العالم المرفه.. على اية حال، مسألة التكيف مع البيئة وان الانسان ابن بيئته مناخيا وثقافيا مسألة ما فيها شك، فاذا كان الاوروبي لا يحتمل درجات حرارة مرتفعة فانه قادر على احتمال انخفاضها للعشرات المئوية تحت الصفر وهو ما لا يقوى كثير من ربعنا على احتماله.