اخي العزيز الكاتب القدير/ نجيب الزامل حفظه الله
تحية طيبة وبعد:
اطلعت على مقالكم (الواجب المنزلي و...) الذي نشر في يوم السبت 1424/7/2هـ، وحيث أنني من المتابعين لكتاباتكم الهادفة والجميلة، إلا انكم حركتم دوافعي في هذا المقال لأمسك القلم مباشرة واكتب لكم حول رأيي الشخصي وردة الفعل لدي راجيا ألا يشار الى اسمي في اي مقال مستقبلي تود ان تكتب فيه حول نفس الموضوع.
اخي نجيب: اتفق معكم تماما فيما طرحته ولا ارى ضرورة للواجب المدرسي ولكن اود ان اشير الى اعادة النظر في جميع برامجنا وانشطتنا التعليمية والتربوية وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات واحتياجات ابنائنا الطلاب التي بالتأكيد تختلف تماما في الوقت الحاضر عن متطلبات وتطلعات واحتياجات الجيل السابق.
لا يمكن ان نمارس نفس الطرق والاساليب والبرامج التي كنا ننفذها من اربعين سنة على ابنائنا في الوقت الحاضر، ولا يمكن ان تكون متطلبات الدولة واحتياجاتها في الوقت الحاضر نفس المتطلبات التي كانت من 40 سنة.
اعتقد جازما ان كل ذلك بالتأكيد تغير والاهداف تغيرت وبالتالي يجب ان تختلف البرامج والوسائل وفقا لتلك المتغيرات.
اخي نجيب ليست الواجبات المنزلية فقط هي التي تحتاج من المسئولين التربويين الى اعادة النظر في امرها بل كل عناصر العملية التعليمية المناهج، الكتب الدراسية، طرق التدريس واساليب التدريس - تقنيات ووسائل التعليم - طرق التقويم والاختبارات.
اؤكد لك لا تزال طرق التدريس ووسائل التعليم، ووسائل التقويم والاختبارات التي درستها انا وانت منذ اكثر من اربعين عاما هي نفسها التي يدرسها ابني وابنك وابنتي وابنتك!
النقطة الاخرى التي اود ان اشير لها ان وزارة التربية والتعليم في السنوات الاخيرة لها محاولات جادة في عملية التغيير والتطوير - بغض النظر عن نجاحها او فشلها في ذلك - السؤال الذي يطرح نفسه ما الجهود التي بذلت من قبل الجامعات في هذا السياق وما التنسيق الذي حصل بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي- فمعروف ان تأهيل اعداد المعلمين يتم في كليات التربية وكليات المعلمين فما التطورات التي حدثت في برامج هذه الكليات؟.
الا تتفق معي اخي نجيب ان التركيز الذي يصب على التعليم العالي هو مشكلة القبول فقط في كل عام دراسي وتثار هذه المشكلة في الصحف والمجلات بينما لا احد يتحدث عن تطوير برامج الجامعات ومناهجها فهي لا تزال كما هي منذ اكثر من اربعين سنة ولا تزال تخرج الآلاف في تخصصات لا يحتاجها المجتمع.
لذا اعتقد ان تطوير برامج وزارة التربية والتعليم مرتبط كذلك ببرامج وزارة التعليم العالي خاصة كليات التربية والمعلمين.
لا اريد ان اطيل عليك اكثر من ذلك.. هذه مجرد خواطر سريعة اثارها مقالك وودت ان اشاركك فيها مع قبول تحياتي وتقديري.
اخوكم
د. صالح بن جاسم الدوسري
مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية
