DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المخاطر

المخاطر

المخاطر
أخبار متعلقة
 
ذكرت الأسبوع الماضي أننا سنتعرض معكم عن موضوع شائك أثار بعض أجزائه أحد القراء الأفاضل وهو عيسى بن ابراهيم الدوسري الذي يهتم كثيرا بتوخي درجات الأمن والسلامة بحكم تعدد مواهبه واهتماماته فرأيت أن أشارككم اياها لاعتقادي أن فيها خيرا كثيرا للوطن والمواطن. بادئا معه باتفاقنا على أن درجات الخطورة تتفاوت من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى وكذلك من مجتمع إلى آخر: @ فهناك من يرى أن قيادة السيارة داخل المدينة بسرعة 80 كيلومترا ومن غير حزام يعتبر مخاطرة. @ وهناك من يعتبر مشاركة الأطفال بألعاب يطلقون عليها الصواريخ الضوئية ضربا من المخاطرة على أعينهم. @ وهناك من يعتبر أن فسح المجال لسيارات الديزل أن تسرع وتمرح على الطرقات الداخلية والى جانب المواطنين عند الاشارات الضوئية يعتبر من المخاطرة، رغم أن البعض قد جرمهم كما في لبنان أخيرا والعاقبة لنا. @ وهناك شخص يقود طائرة يرى أن وجود مسئول اسرائيلي رفيع المستوى على طائرة أمريكية من الممكن أن تتسبب في مخاطرة. وعلى هذا يمكن اعتبار أن قلق شخص من شيء يعتبره خطرا لا يصل الى تلك الدرجة عند شخص آخر أو بيئة أخرى أو ثقافة أخرى نظرا للتباين بين الشعوب والثقافات والحضارات، إلا أن هذا لا يمنع من وجود عناصر مشتركة نتيجة انبثاق قوانين دولية تحظر فعل شيء معين نتيجة ارتفاع نسبة الخطورة فيه (Risk)، فعلى سبيل المثال: @ دخول رجل الإطفاء الى معترك اشتعال النيران من غير ألبسة واقية مصممة خصيصا لاتقاء درجات الغليان المرتفعة يعتبر من المخاطرة الدولية. @ وكذلك ركوب رجل مرور لدراجة هوائية (موتو سيكل) من غير لباس واق للصدمات حتى وان علا رأسه خوذة يعتبر من المخاطرة، وأذكر هذا المثال الأخير بمناسبة اصابة جندي مرور وليس موته ـ حمدا لله على السلامة ـ بالدمام اثر تعرضه لصدمة خلفية من سيارة كانت تسير من خلفه حسب روايته بالأيام الأخيرة، ولعلكم قرأتم الخبر على صفحات (جريدة اليوم) مع صورة شخصية له في المستشفى يعاني من آلام مبرحة وهو طريح الفراش يشكو من الكسور، فمن المسؤول في مثل حالته: أهو صاحب السيارة الذي ضربه ثم ولى فارا، أم أنها أنظمة المرور والسلامة التي لم تجرم ولم تلزم أصحاب تلك المركبات الخطرة سواء كانوا من رجال المرور أو من فئة الشباب بلبس ملابس مخصصة ممتصة لحوادث السقوط كما في بعض الدول الغربية، وها هنا نحن نرى مع غيرنا مهاترات شبابية يستعرضون بأساليب بهلوانية وجماعية معرضين أنفسهم في المقام الأول قبل غيرهم للتهلكة على رحاب شوارع المباركية والشاطىء والواجهة البحرية بالخبر ليالي الأربعاء والخميس، مع وجود مركبة يتلاعبون معها لعبة القط والفأر فيفرون أو يهدأون حين تأتي ويعاودون الكرة حين تبتعد، وهذه أحد مشكلاتنا العامة التي تحتاج الى تهذيب واصلاح منذ النشأة بحيث نربي أطفالنا على محبة تطبيق القانون والأنظمة والتشريعات الالهية منذ نعومة أظفارهم ليس بعبعا ورهبة منها، بل ايمانا بأهميتها ولأنها ما وجدت الا للصالح العام، لأن الله تعالى معهم يراهم في السر والعلن، ولا يكونوا كمن يحرم في الداخل ويحلل في الخارج، أو يصوم ويحج معهم ولا يزكي حال غيابهم، وقس على ذلك كثيرا. @ كما أن الاعتماد على العمالة الوافدة في بعض المستوصفات الخاصة أو الحكومية في بعض المدن والقرى والهجر من حيث عدم الاطمئنان الى درجة التزامها التام بقوانين رمي النفايات الطبية بما تشتمل عليه من قطن مبللة بالدماء وحقن وأبر متراكمة نظير عدم وجود شركة متخصصة ناقلة لها من كل المراكز الطبية البعيدة والقريبة وعلى أعالي الهضاب والجبال تراقب أعمالها بشكل صارم يقودنا الى سلوك خاطىء وخطر على المستوى البعيد والمنظور وما ا نتشار الأمراض الفتاكة بصورة غير معهودة قبل عقود قريبة إلا مؤشرا لا يعترفون به من مظاهر تلك الأخطار الدولية المحدقة. @ وما ارتفاع هامة المصانع الكيماوية في المدينة الصناعية الأولى والثانية بالدمام لتصنيع الفلاش والديتول وغيرهما وأماكن التخزين بالقرب من الأحياء السكنية كحي بترومين وجامعة الملك فيصل إلا إيحاء لمشكلة بيئية وصحية وشيكة على ساكني الأحياء القريبة نتيجة الملوثات التي تدخل مع نسمات مكيفاتهم، وقد يظن البعض أن هذا غير ملاحظ إلا أنه لو تم قياس درجة تلوث الهواء في تلك الأحياء لأضحت أجهزة القياس تأن ألما مما قد اطلعت عليه. @ وما اشتعال المخلفات المنزلية بشكل يومي بما تشتمل عليه من أوعية بلاستيكية وألمنيوم في محارق البلدية على طريق بقيق ـ الهفوف وفي غيره إلا خطرا بيئيا واضحا. @ وما سكب بعض الدول لمياه المجاري ـ أكرمكم الله ـ على ضفاف الخليج العربي وكذلك بعض السفن التجارية الصديقة وغيرها لنفاياتها السامة إلا خطرا واضحا وجليا على نقاوة وصحة المياه والحياة الفطرية والمرجانية بشكل غير معهود ويخشى من استفحاله عاما بعد آخر بما يهدد مصير شربنا الوحيد في طول البلاد وعرضها بعد تناقص مستويات المياه الجوفية في كثير من المواقع. @ وماانتشار موضة ردم الشواطىء سواء كان في العزيزية أو الدمام والخبر وتحويل مسطحات مائية كبيرة الى أراض شاسعة وأحياء سكنية مليئة بأعمدة الانارة وطبقات من الازفلت وارتفاع مستوى الأرباح من أسهمها إلا دليلا على مشكلة بيئية نعايشها تتمثل أقلها في نقص الشعب المرجانية ومصادر التفريخ والاعتماد التدريجي على الروبيان المهجن والمستورد كما اعتمدنا في أشياء كثيرة على غيرنا. وأيا كانت المبررات المسوغة لمثل تلك التصرفات وأكثر منها رضينا بها أم أبينا، سخطنا أم اقتنعنا، جاملنا فيها أم زعلنا، أحببنا ذلك أم رفضنا، وادعنا فيها غيرنا أم جاهرناهم ببراءتنا من تصرفاتهم، إلا أننا ينبغي أن نتوحد على أن: @ وطنناوبيئتنا @ وسماءنا وترابنا @ وهواءنا وماءنا @ يجب أن يكون أعلى وأغلى وأحلى من كل ورق الدنيا. @ فمهما كسبنا مما ردمنا. @ ومهما غضضنا النظر عما فعلنا. @ ومهما جاملنا وجاهرنا. @ إلا أنه يظل شيء واحد ألا وهو الانسان الذي كرمه الله تعالى على بقية خلقه، وسخر له ما في الكون ليعيش فيها سويا صحيحا سليما معافى، فلنحافظ على الوطن والبيئة لنسلم ونعافى، فأنت وأنا في الحاضر، وابنك وابنتي في المستقبل.